|
|
|
|
|
من كلام الخفاء إلى عوالم الجلاء
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 9 سنوات و 8 أشهر و 29 يوماً الثلاثاء 24 فبراير-شباط 2015 08:57 ص
يكمن علم البيان حصراً في عوالم التشبيه الكامنة في جدلية الترحُّل من كلام الخفاء إلى عوالم الجلاء، فالتشبيه يستطرد على بيان اللغة من خلال التصوير الاستعاري من شكل لآخر، ومن حالة لأُخرى، فيما يتموْضع في عوالم التنويعات المقبولة لغوياً وعقلياً.
الكلام الناقص تشوُّف ضمني للكمال، والتشبيه قرين المجاز، والمجاز تعبير عن أقصى المعاني الموصولة بنسبية التلقِّي.
البيان والبديع صفتان نابعتان من ثنائية الَّلف والنشر، كما قال الأقدمون، والمقصود بالَّلف.. الضَّم والجمع، وبالمقابل يصبح النشر موازياً لعكس ذلك.. أي البسط والتفريق.
اللَّف كالمقام القادم من تصاريف الأحوال وتقلباتها، والنشر كالأحوال المترادفة في تتالياتها وتصاعدها وصولاً إلى المقام، وبهذا المعنى يتصل الطرفان عند تخوم الجمع والفرق، فالرائي هو الوحيد القادر على أن يرى مثابة الجمع في عين الفرق، ويرى أيضاً مثابة الفرق في عين الجمع، فتأمل عزيزي القارئ.
أمام هذه الثنائية التعارضية شكلاً، نقتبس الكمال في جدلية الشيء وضده، وهذه دالة برهانية من دوال الوجود القائم على التعارض والتكامل الجبريين، ففي الحساب الزائد والناقص، وفي الجبر التفاضل والتكامل، وفي الكهرباء الموجب والسالب، وفي الذرة الالكترون والبروتون، وفي صيرورة الجسد الآدمي تَنَاوب الخلايا الحيَّة مع الميتة، وفي العزف الموسيقي السمفوني تناوب الهارموني مع الكنترابنكت.. أي تناوب الغنائية النابعة من الوتريات المتناوبة، مع آلات العزف والتوقيع.. المتعارضة مع الغنائية التامَّة، بحثاً عن تعبيرية درامية خاصة.
Omaraziz105@gmail.com
|
|
|
|
|
|
|
|