يكرّر الرئيس هادي نفس الأخطاء حتى بعد وصوله إلى عدن، حيث يستمع إلى نفس الأطراف إضافة إلى من التحق به مؤخّراً إلى عدن، ولا يعير الرئيس للمؤتمر الشعبي العام ـ مع أنه حزبه ـ أي اهتمام، كما أنه لا يعير الحزب الاشتراكي أي اهتمام أيضاً، ولا يعير القوى الجديدة «الحوثيين والحراك الجنوبي» أي اهتمام كذلك، مع أن تلك القوى - التي تحالف معها هادي في صنعاء - لا تملك شبكة التحالفات القبلية والعسكرية التي كانت تتوافر لهم في صنعاء ومحيطها، وبالتالي سيكون فشلهم في دعم هادي أكثر وضوحاً في أول معركة تُخاض في الجنوب؛ فمراهنته على نفس الأطراف مراهنة على الفشل..!!.
تحدّثت في مقالات سابقة وقلت إن على الرئيس هادي أن يقدّم نفسه في عدن كرئيس لكل اليمنيين ويتجاوز خلافاته الأخيرة مع «أنصار الله» والتي يتحمّل هو جزءاً مهمّاً من أسبابها بسبب مماطلته في إشراك «أنصار الله» في السُلطة منذ انتهاء مؤتمر الحوار، إضافة إلى تهميشهم وإهمال اعتراضاتهم الوجيهة والمنطقية والقانونية المستندة إلى مخرجات مؤتمر الحوار على قرار لجنة الأقاليم ولجنة صياغة مسوّدة الدستور وقرار إنشاء الهيئة الوطنية.
ما لم ينقلب الرئيس على سياساته القديمة وتحالفاته في صنعاء التي أوصلته إلى عدن عن طريق التهريب؛ فإنه لن يمكث كثيراً فيها، وقد يواجه مصيراً أكثر إيلاماً إذا ما استمرّ في حشد المقاتلين وتجنيدهم لمواجهة وحدات الجيش والأمن..!!.
لا أدعو إلى أن يتخلّى الرئيس عن تحالفه مع الإخوان وحلفائهم، لكنّي أدعوه إلى أن لا يُهمل بقية القوى والأحزاب السياسية، وأن يُشرك الجميع في تحالف وطني بهدف إخراج البلد من أزمته الحالية، وأن يكون على مسافة واحدة من مختلف الأطراف.
وعليه أن يتذكّر أن شرعية التجديد له بعد انتهاء الفترة الزمنية التي منحتها له المبادرة الخليجية أتت من توافق كل القوى التي شاركت في مؤتمر الحوار بما فيهم الحوثيون والمؤتمر والحزب الاشتراكي وبقية الأحزاب، وشرعيته مرتبطة باستمرار ذلك التوافق، وبقدر ما يخسر من قوى سياسية بقدر ما يخسر من شرعيته..!!.
albkyty@gmail.com