الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الجمعة 26 إبريل-نيسان 2024آخر تحديث : 09:24 صباحاً
مقتل مواطن في ابين .... تعرف على سبب منع شمس الكويتية من العمل في العراق .... مليون مشترك لمحفظة جوالي الإلكترونية خلال فترة وجيزة .... وفاة شخص في عدن تعرف على السبب .... الهرري بعد عدن يظهر في المخا .... ضباط الشرطة الألمانية دون سراويل .... والد الطفلة حنين يتوعد بالانتقام لمقتل طفلته .... مقتل شقيقين بطريقة بشعة في المخا بتعز .... علبة تمر تتسبب بمقتل شخصين في عدن .... في عدن المعوز بـ1000سعودي ....
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
كشفه الله، فلماذا التستُّر عليه..؟!
إن كنت كذوباً.. فكن ذكيّاً
الحوثية.. والباب المُغْلَقْ
مُخرجات المنفذ الوحيد
مِن المستشار الأقدم.. إلى المستشار الخاتم
المحاكمةُ.. لا الاستقالة
دعوا الرئيس.. واكتفوا بالإمامة
النجاة من سيف التكفير.. بادعاء الشرك بالله
لحومنا تؤكل بأفواهنا
القبيلة.. تخطب ودَّ الدولة

بحث

  
وآذُلاه.. «يادولتاه»..!
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أشهر و يوم واحد
الإثنين 23 ديسمبر-كانون الأول 2013 12:09 م



لأنه لم يتعد الخامسة عشرة من عمره، لم يكن الطفل سمير أحمد - وهو معذور عن ذلك - قد سمع بنصيحة السيد المسيح بأن يُدِرْ خدَّه الأيمن لمن صفعه على خدّه الأيسر.. ولهذا فقد حصد رصاصةً اخترقت معدته، ودفعت به إلى إحدى غرف العناية المركزة في مستشفى المتوكل بصنعاء في يوم الخميس 12/12 من عامنا الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولكن ليس في غرفة عناية مركزة، بل لانقضاء أيامه الثلاثمائة والخمسة والثلاثين.. 
في اليوم المشار إليه - الخميس، الثاني عشر من شهرنا الجاري - خرج الطفل سمير بزيّه المدرسي ملبّياً نداء أمانة العاصمة ممثلة بأمينها المثقف الحضاري للمشاركة في فعاليات اليوم العالمي للنظافة من أجل عاصمة نظيمة خالية من العنف. 
يعلم الله هل ودّع أمه وسمع دعواتها له وهو يغادر المنزل بلا حقيبة مدرسية، لأنه من المؤكد لم يشرب كوب الحليب من يد أمه، لأنه لو كان ممن يحظون بكوب الحليب قبل الذهاب إلى المدرسة، لقامت الدنيا ولم تقعد من أجله، ولم تتجاهل ما حدث له وسائل الإعلام، وينحصر خبر ما تعرّض له من وحشيه على أخبار قناة آزال الفضائية التي نسجل لها الشكر على ذلك. 
اتجه سمير إلى مدرسته ليتم توزيعه كبقية زملائه على شوارع العاصمة.. بعد تزويده بمكنسة أو أداة من أدوات النظافة، وكان من نصيبه جزءٌ من شارع الجزائر، حيث يكمن له موعد مع العُنجهية.. والاستهتار حتى بالأرواح والدماء.. 
كان ذلكم الطفل منهمكاً مع زملائه في كنس وتنظيف المساحة المحددة لهم من شارع الجزائر، ليأتيهم الموعد مع المأساة المقززة على ظهر سيارة من السيارات إياها.. بسائقها الذي يعبّر عن تهوّره وتطرّفه واعتقاده بأن لا قانون ولا عدلَ يطاله؛ بسرعته الفائقة واستهتاره بمن يشاركون حق الطريق، بل ومن تركوا مقاعد التعليم لينظفوا الشوارع - تطوّعاً - له ولغيره. 
وببراءة الأطفال، وتصديق ما يتعلّمه من قيم وأخلاق بما فيها آداب الطريق وحقها الذي أوصى بها رسولنا الكريم في الحديث المشهود فقد انبرى الطفل سمير لينصح من على تلك السيارة بتهدئة السرعة ومراعاة من أمامه، بل من في خدمته وتحسين صورته أمام الغير من زوار وسيّاح.. إضافة إلى خوف سمير على زملائه المشاركين له عملاً حضارياً في يوم عالمي. 
إلاّ أن من في تلك السيارة أحسّ بمن يتطاول على مكانته وكبريائه ومقامه وحقوقه.. فأوقف السيارة وترجّل منها مع مرافق مسلّح وبكامل عدّته العسكرية القتالية.. ويتلقى الطفل سمير صفعة قوية على خده الأيسر -بعد شيء من الألفاظ غير اللائقة - ولأن سمير ببراءته واعتزازه بكرامته في بلد الثورة والنظام والقانون والدستور والديمقراطية والعدالة والمساواة المستند إلى هدف سبتمبري ينص على إزالة الفوارق بين الطبقات.. من هذا الشعور لم يُدِرْ سمير خده الأيمن لتلقي الصفعة الثانية تجنباً لغضب صاحب الجناب.. ولم يقل و«آذُلاه» أو «وامعتصماه»، بل عبّر بطفولية عن رفضه للاعتداء والإهانة أمام زملائه، فاخترقت معدته رصاصة من تلك الرصاصات التي تُحشى بها البنادق للدفاع عن حدود الوطن وسيادته وأمن وكرامة مواطنيه. 
لا أعلم هل خرج سمير من غرفة العناية أو «الانعاش» أم فارق الحياة، فأنا لا أعرفه ولا أعرف أسرته ولم أحصل على اسمه إلاّ بعد أيام على مشاهدة الحادث عبر فضائية «آزال» وأنا أيضاً لا أعرف الجاني ولا مرافقه ولا من هو حتى اللحظة، وما أعرفه هو أن الحادث قد استفز مشاعري وكياني، وحزني الممزوج بالألم على ما آلت إليه الأمور التي لا أبالغ إن قلت: إنها أشد على النفس من جريمة مستشفى مجمَّع الدفاع.. إذا ما نظرنا إلى الأمر من جوانبه المختلفة.. 
تُرى ما أصاب الناس، حتى في التعامل فيما بينهم، ومع الطفولة وبراءتها بهذه الوحشية؟، وإلى أين تجرّنا المتغيرات، وأين ذهبت حكمتنا، وحلمنا ولين قلوبنا في يمن الإيمان؟، وكم أتمنى على الجاني أن يُسلّم نفسه إلى أسرة الطفل معتذراً وباذلاً ما يريح ضميره، بحقهم في القصاص أو العفو. 
لو كان الطفل سمير بعد أن صُفع على وجهه قد صرخ: «يا دولتاه» كما كان اليمانيون يصرخون في السابق عند الشعور بالظلم.. هل كان سيحدث رد الفعل المناسب الشبيه برد الفعل عندما سمع الخليفة المعتصم صرخة و «امعتصماه»؟ أو عند سماع فارس اليمن وشاعرها عمرو بن معد يكرب صرخة «واذُلاَّه». 

شيء من الشعر: 

الرُبُوع.. 
تجوبُ بها أعينٌ كُحِلت بالسهر 
شُرِّبتْ بالدماء 
يتطاير منها الشرر 
لا لِتَرْقُبَ غزواً 
وتحرس ثغراً 
بل لتُرهبَ قلباً 
وترعبُ حِبْراً 
يشعّ ضياءً ويحمل بشرى 
بِنِسْمةِ حُرية مُنْعِشة 
تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
دكتور/عبدالعزيز المقالح
ألا نعتبر بما يحدث في جنوب السودان؟
دكتور/عبدالعزيز المقالح
كاتب/حسن العديني
من هو الانفصالي؟
كاتب/حسن العديني
كاتب/عبدالله سلطان
من الذي خرَّب حياتنا؟!
كاتب/عبدالله سلطان
كاتب/عبدالله سلطان
الخلافة الإسلامية
كاتب/عبدالله سلطان
كاتب/محمد عبده سفيان
أطفِئوا نار الفتنة
كاتب/محمد عبده سفيان
كاتب/عبدالله سلطان
شتاء قارس !!
كاتب/عبدالله سلطان
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.052 ثانية