ـ من نعم الله على اليمن التنوع المناخي من السهل إلى الجبل إلى الصحراء، وذلك بفعل التنوع التضاريسي ..لكن ما نعرفه، ويعرفه كل اليمنيين الذين يعملون في الزراعة الانحرافات في مواعيد المطر وكميته...فتارة...أو سنة يتقدم موسم المطر، وسنة يتأخر، وسنة يأتي في موعده ..أي أنه لا ثبات في موعد المطر، هذا من جانب من جناب آخر هناك انحراف في كمية المطر فسنة يكون المطر شبه جاف، وسنة يكون متوسطاً، وسنة ثالثة قد يكون غزيراً وفي بلادنا نجد أن معظم منتجاتنا الزراعية لا تحتاج إلا إلى أمطار متوسطة ...والانحرافان يلعبان دوراً سلبياً في الإنتاج الزراعي والحيواني.
ـ في هذه السنة نلاحظ أن الانحراف كان كبيراً في الموعد حيث كان الصيف جافاً، بينما كان فصل الخريف هو الأغزر مطراً.. مع أن اليمن معروفة بأمطارها الصيفية كموسم رئيسي، وبعض الأمطار الربيعية الناتجة عن هروب بعض الرياح المشبعة بالبخار من فوق البحر المتوسط ..وهكذا أوضاعنا المناخية كانت بحاجة، ومازالت بحاجة إلى التغلب عليها من خلال الاهتمام بالمنشآت المائية كالسدود، والحواجز التي تعد مصايد للمياه وتعالج لنا التأثيرات المناخية السلبية على الزراعة.
ـ في هذه السنة كان الفصل المطير هو الخريف ..وها نحن نودع الخريف ويطل علينا فصل الشتاء على غير عادته، فقد بدأ دخوله شديداً وقارساً طبعاً بداية الشتاء الحقيقية النظرية هي 21 ديسمبر ..لكننا وجدناه قد باغتنا بالثلوج مبكراً، ولأول مرة فقبل موعد الشتاء، ومع نهاية فصل الخريف وجدنا أن هناك مناطق كثيرة من المرتفعات اليمنية قد تساقطت عليها الثلوج، وذلك على غير العادة، ولم نعهده إلا في الجبال من حول صنعاء منذ زمن أو سنين خلت، وهذا يبشر بشتاء قارس البرودة وذلك سوف يؤثر كثيراً جداً على المحاصيل الزراعية التي تزرع في الشتاء والتي عادة ما تكون من المحاصيل المعتدلة.. الدفيئة ولا تتحمل البرد القارس، وعليه نخاف أن يؤثر ذلك على كمية المنتجات الزراعية وبالتالي التأثير على دخل المزارعين بالانخفاض وعلى المستهلكين بارتفاع الأسعار ..وهو ما يزيد من معاناة المواطن منتجاً، ومستهلكاً.
ـ يصادف الشتاء القارس في بلادنا ..عواصف ثلجية في كل من بلاد الشام “سورية ، ولبنان، فلسطين، والأردن” ونزول الثلج في مصر ولأول مرة منذ مائة سنة على القاهرة.. أي أن الشتاء لم يهاجم اليمن وحدها بشدة.. لكنه هاجم بشدته أقطاراً عربية أخرى ..لكنها معتادة عليه بعكس اليمن ..فنحن لا تدفئة لدينا في المنازل الأمر الذي سيترتب عليه مهاجمة المواطنين، وخاصة الأطفال بالأمراض الشتوية التي نعتادها والتي لا نعتادها..ونخاف من أمراض كارثية مستشفياتنا غير مؤهلة لمواجهتها وهو ما يستدعي الحكومة إلى الاستنفار في مجال الصحة.. وتوفير الأدوية اللازمة لأمراض الشتاء واستنفار المشافي ومراكز الصحة والإسعاف قبل أي واقعة مؤلمة.