ـ كل الحركات والجماعات والفرق الدينية تتكلّم عن الخلافة الإسلامية، وهذا شيء أو مشروع ورائع وعظيم وعملاق بالنسبة لكل مسلمو وحلم جميل يتمناه أن يتحقّق على الواقع، لكن هناك مطالب ومقوّمات وأسس وأعمدة وأركان يجب توافرها كي ينشأ عليها مشروع الخلافة الإسلامية، ومادام هذا هو مشروع الإسلاميين نسأل:
ـ لماذا لا يكون المشروع قد وضع على الورق، وكتب بتفاصيله..؟!.
ـ ما هو شكل النظام في الخلافة.. وشكل العلم، وشعار الخلافة؟.
ـ أي نظام سياسي، واقتصادي، واجتماعي ستنتهجه الخلافة؟.
ـ ما هي حقوق المواطن في ظل دولة الخلافة وحقوق الأقليات؟.
ـ كيف يُختار الخليفة، وما هي صلاحياته؟.
ـ كيف تشكّل حكومة الخلافة؟.
ـ الدفاع والأمن في ظل دولة الخلافة؟.
ـ كيف سيعيّن الولاة للأقاليم، وما هي صلاحياتهم؟.
ـ هل ستكون هناك مجالس نواب للأقاليم، وهل سيكون هناك مجلس نواب لدولة الخلافة، وكيف سينتخب؟.
ـ السلطة القضائية في ظل دولة الخلافة الإسلامية، والسياسات الإعلامية والتعليمية والصحية والخدمية.... إلخ.
ـ وهل ستكون الخلافة على غرار الخلافة الراشدة، أم على غرار الخلافة الأموية، أم الخلافة العباسية، وماذا عن سياساتها وعلاقاتها مع دول العالم والمنظمات الدولية الأخرى ومواثيقها وقوانينها؟.
ـ هذه وغيرها لابد أن تكون مشروعاً مفصّلاً للخلافة ومشروعاً واضحاً وشفافاً، لكن نظل نتحدّث ونتكلّم عن دولة الخلافة، فهذا يعد هراء وكلاماً في الهواء مالم يكن هناك مشروع مكتوب تفصيلي عن شكل دولة الخلافة، وتتفق عليه جميع الحركات والجماعات والفرق الإسلامية؛ وهذا يعني أن تتوحّد كل الحركات والفرق الإسلامية حول مشروع الخلافة، وتعمل مجتمعة على توحيد الأمة الإسلامية لتحقيق الخلافة، وهذا يستدعي تجاوز الخلافات المذهبية ومدارسها، والخلافات بينها، وإيقاف المواجهات فيما بينها نظرياً، وفكرياً وقتالياً، وإيقاف فتاوى التكفير وإباحة الدماء، وأن يتضمن المشروع احترام كل مذهب للآخر، وكذا حفظ الحقوق لأبناء الطوائف الأخرى وضمان حرية أداء شعائرهم ومعابدهم حتى تكون الخلافة مأمونة البنيان مستقرة تسودها العدالة والحكم الرشيد عموماً.
نعم كل هذا وادعائه من قبل الجماعات والحركات والفرق الإسلامية دون مصداقية وكذب مالم يكن مشروعاً مكتوباً وبالتفصيل على الورق؛ لأنه ليس من المعقول أن تتحدّث عن مشروع مكتفياً بعنوانه “الخلافة الإسلامية” وبس.. ولا يكون عندك تصوّر شامل وعام وتفصيلي عن مشروعك لتقنع الناس به فيسندوه، ويدعموه ويناضلوا معك لإقامته.
ـ هذا ما يجب أن تستوعبه القوى الإسلامية وتعيد النظر في أوراقها وتفكّر في ترتيبها وصياغة مشروعها على الورق، ثم تبدأ الدعوة إليه، وتتوحّد حوله، وتبتعد عن التكفير والعنف وإباحة الدماء وعن كل ما يمزّق الأمة، وتعمل بالحكمة والموعظة الحسنة.