إنها لمكافأة رديئة للثورة وللجمهورية وللوحدة ، ان نعيش حياتنا كلها ونحن نتقاتل ونتطاحن من أجل الثورة والجمهورية والوحدة .
***
ماوراء المنفذ الحدودي القديم «»كرش»» كان ينام الجنوب ومابعده كان منفذ “الشريجة” حيث ينام الشمال يفصلهما برميل ركلته الوحدة في 22 مايو1990 .
هنا في منطقة «كرش» كان يقف جنود نقطة دولة الجنوب سابقاً، وعلى بعد 6 كيلو مترات في منطقة « الشريجة» كان يقف جنود نقطة الشمال ومابينهما ثمة شعب واحد كان يذوق الأمرين في لحظات السفر والانتقال.
جاءت الوحدة وذهبت البراميل وذهبت معها الحياة – للأسف - في كلا المنفذين كما لو انه عقاب نزل على ماض تشطيري لم يكن لكرش والشريجة يد فيه. المنطقتان صارتا الآن في أسوأ حال .
جمرك كرش تم تخريبه وهدمه وفي الطرف الآخر تمكن ماس كهربائي من احراق “ صنادق “ منفذ الشريجة على أن المنطقتين كانتا في زمن التشطير ضاجتين بالحياة وبمداخل الرزق ايضاً. بعد دخول قوات الشرعية صار جمرك « كرش « مجرد خرابة .. مجرد ذكرى للحظات سيئة من التاريخ .
كان بوسعهم أن يجعلوا من الجمرك متحفاً صغيراً ، لكن ليس باليد حيلة .. الوعي التاريخي - حسب ميلان كونديرا- ملازم لإدراكنا لأهمية الفن.
***
إنه لمعيب علينا – كشعب - ان نقضي بقية حياتنا في هذه الحالة من الاستنفار .. البنادق مصوبة الى رؤوس بعضنا بعضا والاصابع ترتجف على الزناد.
Fekry19@gmail.com