المعارك المحتدمة على مرمى حجر من العاصمة صنعاء تدل دلالة قاطعة على أن بعض الأطراف السياسية لا تعتبر الخيار السياسي البرنامجي سوى تكتيك لتحقيق أهداف لا تمت بصلة إلى ما يقولون به ويدعونه ويجهرون به ليل نهار . يتساوى في الأمر كل الأطراف التي تتعامل مع الدولة بوصفها مطية أهداف ومآرب أضيق من معنى الدولة واستحقاقاتها المتوازنة ، والشاهد أن أمراء الحرب الذين يديرون معارك اليوم يتوزعون في مختلف المنابر، ويلبسون كامل الشارات والياقات والأوسمة والنياشين التي تؤشر إلى حضورهم في العملية السياسية ، ولكنهم في الحقيقة يديرون خياراتهم القاتلة وفق منطق لا يمت للدولة بصلة .
الذين ارتضوا علناً القبول بالعملية السياسية، عليهم السير بها قدماً حتى النهاية، والتخلي عن ثقافة الكر والفر ، ودفع استحقاق الصبر على المستقبل ، ولهم جميعاً أن يقدموا رؤيتهم وبرامجهم ، ولو كانت بمقاسات الإمامة التاريخية، والحاكميات السلطانية السابقة على الجمهوريتين الطوباويتين لسبتمبر وأكتوبر.
ليس محظوراً على الحوثيين أو الإصلاحيين أن يتقدموا ببرامجهم الواضحة الصريحة ، ولكن المحظور هو الحديث السياسي في العلن ، والسلوك المفارق لمعنى القبول بشروط العملية السياسية .
ما يجري على مرمى حجر من العاصمة, اختبار ثقيل للدولة والنظام، واستمرار هذا الحال ينذر بأوخم العواقب ، وما لم يتم الشروع في إغلاق بؤر السلاح والمال المأفون بثقافة الحرب البائسة، لن يتم تتويج الخيار الحواري الحكيم بين اليمانيين.
Omaraziz105@gmail.com