- لا يكاد يمر يوم إلاّ ونسمع أو نقرأ عن مِنَح دعم ومساعدات مقدمة من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية لتطوير قطاعات التنمية في بلادنا، لكن واقع الحال يقول إن كل القطاعات التي تستهدف المنح والمساعدات الخارجية النهوض بها وتطويرها لا تزال تعيش ذات الوضع المتدهور ولم تشهد أي تغيير إيجابي.
- دائماً ما نقرأ ونسمع بشكل شبه يومي عن مئات الملايين من الدولارات كدعم خارجي لليمن،لكننا لا نلمس أثراً لهذا الدعم في القطاعات المستهدفة، فمثلاً هناك دعم متزايد لقطاع التعليم،لكن الواقع التعليمي في أسوأ حالاته ويعاني تدهوراً خطيراً، وهناك دعم لتعزيز الأمن الغذائي،بينما يتزايد أعداد الفقراء الذين يكادون لا يحصلون على لقمة العيش، كما أن قطاعات الصحة والكهرباء والمياه والتعليم المهني،وغيرها من القطاعات التي تحظى بنصيب من الدعم الخارجي أوضاعها مزرية ولم تشهد أي تحسن يذكر.
- كل الدعم الخارجي،الذي يتم الإعلان عنه بين الحين والآخر المفترض أن يتم استغلاله والاستفادة منه في تنمية البلد وتطويره، لكن الحقيقة تقول إن كل ما يصلنا من دعم خارجي يكاد يكون بلا جدوى،لأنه لا يوجه في الاتجاه الصحيح ولا نستفيد منه في تطوير مختلف قطاعات التنمية،وإلا لما ظلت أوضاعنا السيئة على حالها من تردي الاقتصاد الوطني وتدهوره وتردي مختلف القطاعات الخدمية والتنموية في البلاد.
- إن السؤال المشروع هنا هو : هل تصل كل المساعدات والمعونات التي يتم الإعلان عنها فعلاً أم لا؟ فإن كانت تصل،فإلى أين تذهب؟ ولماذا لا يتم استخدامها في الأهداف التي رُصدت من أجلها؟ وإن كانت لا تصل،فلماذا نواصل الإصرار على الاستجداء من الآخرين باسم تنمية البلد والتنمية منها براء، فمن غير المقبول أن نظل نستجدي الآخرين على حساب سمعتنا وكرامتنا ولا نستفيد منها شيئاً.
- بعض مسئولينا الأفاضل متخصصون في الشكوى ولديهم قدرة فائقة في استدرار دعم الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية، دائماً ـ بمناسبة ومن غير مناسبة ـ يسهبون في الحديث عن معاناة البلاد وحاجاتها الماسة للمساعدات، أي بمعنى أصح يستجدون المساعدات والمعونات الخارجية، وصراحة هم الأفضل في الشحت والاستجداء،لكنهم الأسوأ على الإطلاق في توجيه ما تحصل عليه البلاد من دعم وتوظيفه في المسارات الصحيحة.
- الكارثة أننا دائماً ما نشكو من تردي الأوضاع التنموية والخدمية في البلاد،لكننا لا نفعل شيئاً للنهوض بها كأن نعمل على تطوير مواردنا الاقتصادية والاهتمام بها أو أن نستفيد مما نحصل عليه من دعم خارجي بطريقة مثمرة وإيجابية، ولا نفلح سوى في شيء واحد وهو استغلال هذه التمويلات لمصالح بعيدة عما رصدت لأجله،وأيضاً نزع ثقة المانحين بقدرتنا على الاستفادة المثلى مما نحصل عليه من دعم.
- الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية لن تظل دوماً على استعداد لتقديم المساعدات والمعونات المادية لليمن.
إذا لم نكن قادرين على توظيف هذه الموارد بشكل إيجابي ونعمل على تطوير مواردنا الاقتصادية واستغلالها بالطريقة المُثلى، لا بد أنه سيأتي يوم يتوقفون فيه عن منح المساعدات لليمن، خاصة وهم يرون أن ما يقدمونه من دعم لا يتم الاستفادة منه في المجالات الصحيحة ولا تحقق الأهداف المرجوة منها وتذهب هباءً منثورا.
- فإلى متى سنظل نمد أيدينا للآخرين نستجديهم الدعم والمساعدة ولا نفعل شيئاً للنهوض بمواردنا الاقتصادية والاهتمام بها؟! أليس من الأفضل أن نسعى للاعتماد على أنفسنا بدلاً من الاستمرار في الشكوى والاستغاثة بالآخرين لمساعدتنا،والتي دائماً ما تكون على حساب كرامتنا وسيادتنا واستقلالنا؟!
k.aboahmed@gmail.com