• للأسبوع الثالث يتواصل عدوان التحالف العشري بقيادة السعودية (الشقيقة) على اليمن مقابل خفوت دعوات ومبادرات الحل السلمي للأزمة اليمنية، حيث لم نجد صدى أو استجابة من دول العدوان العشري لأي من المبادرات التي طرحتها بعض الدول لحل الأزمة اليمنية ووقف كافة العمليات العسكرية ومد يد المساعدة الإنسانية للشعب اليمني، فالعدوان ماضٍ في تحقيق أهدافه ولن يلتفت لأي مبادرات تنادي بالحل السلمي إلا بعد تدمير اليمن.
• أغلب المحافظات مر عليها العدوان واستهدف فيها المنشآت العسكرية والبنية التحتية والمؤسسات الخدمية ، وحتى المؤسسات التعليمية كانت هدفاً للعدوان، بل ولم تسلم حتى مخيمات النازحين من القصف، وهو ما يجعل الهدف من العدوان واضحاً وجلياً ويتمثل في تدمير اليمن، وهو ما تحدث به أحد سفراء فرنسا السابقين في اليمن في مقابلة مع (قناة فرنسا الدولية 24) حيث قال مخاطباً المذيعة عن حقيقة ما يحدث في اليمن: «سأختصر لك المشهد اليمني بجملة واحدة وهي: السعودية لا تريد يمناً قوياًً » وكرر كلامه مرتين.
• واستمراراً للعدوان ، فرض التحالف العشري بقيادة السعودية حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على اليمن، لتتحكم بكل ما يدخل ويخرج من البلد ،حتى الغذاء والدواء لا تسمح بدخوله إلا بموافقة منها ،رغم أن القانون الدولي يؤكد ضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين في أوقات الحروب، كما رفضت مشروع قرار روسي لوضع هدنات إنسانية، ولم تكتف بذلك بل إنها تعمدت قصف صوامع الغلال ومخازن الأغذية وقاطرات محملة بالقمح والدقيق في تعمد واضح لتجويع الشعب اليمني؛ وهو ما يظهر أن (الشقيقة) ومعها عصبة التحالف العشري مصممة على تدمير اليمن وممارسة إبادة جماعية للشعب اليمني.
• وبالتوازي مع الحصار الخارجي لليمن يمارس أغلب القطاع الخاص من المُصنعين والموردين والتجار حصاراً داخلياً على المواطن، هؤلاء الذين كان يفترض بهم أن يسهموا في تخفيف حدة الأزمة، إلا أنهم كانوا حلقة إضافية في تضييق الخناق أكثر على المواطن، وبدلاً من أن يتقوا الله ويراعوا ضمائرهم ويستحضروا المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية للتخفيف من وطأة الأزمة على المواطنين البسطاء، كشروا عن أنيابهم لاستثمار واستغلال الأزمة لصالحهم، فرغم أن العديد منهم سارع إلى الإعلان بأن أسعار منتجاته لم يطرأ عليها أي تغيير، ولكن السؤال هو: أين هي هذه المنتجات ،ولماذا اختفت من الأسواق وخاصة مادتي الدقيق والقمح؟.
• البلد يعيش هذه الأيام على وقع أزمات متعددة؛ سواء غذائية أو في المشتقات النفطية ونقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية خاصة مع تزايد أعداد الضحايا المدنيين جراء العدوان؛ الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية للشعب اليمني الذي يبدو أن لا أحد يلتفت لمعاناته وما يمر به من أزمات تكاد تفتك به ولا يستحق من المجتمع الدولي أن يمد يد العون والمساعدة لهذا الشعب المنكوب.
•حتى المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية المنتشرة في المجتمع التي عودتنا دائماً على إصدار بيانات الشجب والتنديد بمناسبة ومن غير مناسبة وعلى أبسط حدث أو فعل، لا ندري أين اختفت هذه الأيام وما هو موقفها مما يجري الآن من عدوان على البلد لأننا لم نلمس منها أي موقف وكأن الأمر لا يعنيها، ففي الوقت الذي بادرت فيه منظمات دولية للمناشدة بوقف العدوان وتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة للشعب اليمني إلا أن المنظمات المحلية لم نسمع منها أي شيء.
• هذه المنظمات التي دائماً ما تظهر بمظهر الحامي لحقوق الإنسان وتدافع عنه ضد أي تجاوزات أو إساءات يتعرض لها؛ حتى الآن لم ترَ ما يخلفه العدوان السعودي على اليمن من دمار وقتل يومي في صفوف المدنيين خاصة الأطفال والنساء، هذه المنظمات (مدفوعة الأجر) التي لم تحركها كل مشاهد القتل والدمار في البلد، يبدو أنها لا ترى ما يستحق أن تنتصر له في هذا البلد وأن الضحايا الذين تُزهق أرواحهم ليسوا مواطنين يمنيين ولا يستحقون الحياة، بل إن كل ما يرتكبه العدوان السعودي من جرائم ضد الشعب اليمني لا يستحق حتى إطلاق بيانات الإدانة والاستنكار.
k.aboahmed@gmail.com