إذا ما ذهبنا بعيداً في الخيال في سياق تفسير الاختفاء المريب للطائرة الماليزية، واستنطقنا نظريات المؤامرة في العالم وكيف أن بعض مهندسي السيناريوهات الجهنمية، لا يتورعون عن استخدام كل الوسائل لتحيق مآرب محددة، وبأي ثمن، سنكتشف أن المسافة بين الأخلاقي والإجرامي تتقلَّص أحياناً، كما تتقلص المسافة بين العلم المجرد والتدمير المؤكد، بل أن صانعي الإجرام والتدمير يجدون المصوغات العلمية البراغماتية، والتبريرات الفلسفية التنظيرية. يحدث هذا الأمر على وجه أكثر وضوحاً في بورصة الأمراض الوبائية التي يتم تحويلها إلى فزاعات كونية، وذلك لزوم إنعاش بورصة البيع الكمي الكبير لهذا الدواء أو ذاك. حدث ذلك على وجه التحديد أثناء الترويج للقاح إنفلونزا الطيور، الذي بيع منه كميات بمليارات الدولارات، لكن تلك الكميات تحوَّلت بعد حين إلى مجرد أكوام مكدسة في مخازن وزارات الصحة في العالم، وأذكر بهذه المناسبة أن أحد وزراء الصحة في دولة عربية محدودة الدخل قال لي إنهم استوردوا من هذا اللقاح ما قيمته 30 مليون دولار، لكنها الآن تحولت إلى مجرد علب قابعة في مخازن الوزارة.
بعض المتفائلين بمصير الطائرة الماليزية الضائعة يتحدثون عن الدولة الخاطفة، ويفترضون أن دولة كبرى قد تكون منخرطة في هذا الاختطاف،, بهذا المعنى ينفتح باب جديد لمفهوم الاختطاف، وتنشأ مبررات ما فوق إرهابية، لتفسير هذه التضحية العجيبة بمصائر بشرية قادتها الصدفة العاثرة إلى السفر جواً.
لكن هذا التفاؤل يتحطَّم بمجرد معرفة أن الدولة الافتراضية الخاطفة لا يمكنها التسليم بإظهار الحقيقة المجردة، وإشهار الإدانة الذاتية ضد خيارها، وهكذا نعود إلى نقطة الصفر، ليبقى الأمل منوطاً بتوسيع دائرة البحث عن الطائرة المفقودة، وذلك بحسب تصريحات رئيس دولة الطائرة .. الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
أكتب هذا الكلام الذي ينتمي لمعقول اللامعقول، وكل العالم ينتظر تفسيراً مقنعاً لاختفاء الطائرة الأمريكية، المملوكة للخطوط الجوية الماليزية، وما أتمناه شخصياً هو أن يكون كلامي السابق مجرد لغو، يندثر حالما يتم العثور على الطائرة ومن عليها وما عليها.
Omaraziz105@gmail.com