في الحديث الشريف ما يؤكد ضرورة تعليم الأبناء لأنهم خُلقوا لزمان غير زماننا، وتأكيداً لمصداقية هذا الحديث النبوي، فإن ثمة ما يمكن التوقف عنده لجهة تطوّر التعليم وتقنية المعلومات ووسائل الاتصالات والتواصل الاجتماعي والإنساني؛ وبحيث أصبحت هناك اكتشافات علمية حديثة ما كان للأجيال السابقة أن تلم بها أو أن تعيش مردوداتها المثمرة على الفرد والمجتمع على حدٍّ ســواء.
ورغم أفضلية هذا الخيار؛ إلا أن قطاعات كبيرة من الشباب العربي – وشباب اليمن جزء منهم – لم تستفد بدرجة أساسية وكبيرة من هذا المتغيّر في العلوم؛ بل إنها كانت ولاتزال على هامش هذه الحقبة الجديدة من التطوّر الهائل الذي يعيشه العالم.
لقد اكتفى الشباب في هذه المنطقة من ثورة الاتصالات بمجرد الحصول على هواتف رقمية أنيقة يتبادلون فيها الأحاديث السمجة والأقاويل التافهة، فضلاً عن مضيعة أوقاتهم الثمينة أمام مقاهي «الإنترنت» في تواصل لا يضيف شيئاً جديداً إلى مداركهم وعلومهم، وفي تواصل لا يسمن ولا يغني عن جوع.
لقد هجر الشباب من هذا الجيل – مع الأسف الشديد – متعة القراءة والاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب؛ حتى لكأنك تجد عديداً منهم لا يفقهون أبجديات اللغة الأم وبخاصة بعد أن هجروا مقاعد العلم والدراسة، فضلاً عن تلك السلبيات التي تصاحب الشخصية العربية – وتحديداً اليمنية - في البعد عن الواقع والعيش في عالم افتراضي، وهذه هي الكارثة الكبرى.
فهل لمراكز البحث والدراسات المنتشرة في أصقاع العالم العربي أن تتوقف جدّياً أمام هذه الظاهرة الخطيرة وبحيث تعين صاحب القرار على اتخاذ الخطوات اللازمة لكبح جماح هذه الظـاهـرة بهدف وضع المعالجات الممكنة حتى تؤتي ثمارها اليانعة على مستوى تصحيح هذه الاختلالات..؟!.
قولوا معي: إن شـاء الله.