تيسّرت لي قراءة سلسلة من كتب السحر والطلسمات منذ سنوات بعيدة، يومها كانت دالتي في تلك القراءة ما لاحظته من علاقة بين المصفوفات الرياضية التي كنت أدرسها في الجامعة، وما تسمّى «الخواتم» عند الديربي، و«الخواتم» جمع خاتم، وشكل الخاتم لا يختلف عن شكل المصفوفة الرياضية المتعارف عليها في علم السيبرنيتيكا أو علم المعالجات الالكترونية للمعطيات التي تمثّل الركن الركين في علوم الحاسوب المعاصر، ولا يقف الأمر عند حد التشابه في الشكل؛ بل أيضاً الدوال الرياضية الناجمة عن علاقة الحروف الرقمية ببعضها بعضاً.
لاحظت استتباعاً أن الحروف المنتظمة في «خاتم» الديربي تشابه رقمي الصفر والواحد المنتظمين في المصفوفة الرياضية الرقمية، مع فارق جوهري يتعلّق بلاهوتية الصفر والواحد قياساً بناسوتية الأرقام المنتظمة في الخواتم الديربية.
يقول علماء الحروف والأرقام إن الصفر دلالة الحق والواحد دلالة الأحدية، والأرقام من اثنين حتى التسعة دلالة الناسوت، ولا أعرف إلى يومنا هذا لماذا اختار الديربي والطوخي وأبو معشر الفلكي والبوني وغيرهم من مصنّفي علوم الزيورجة والطلسمات الأرقام الناسوتية في خواتمهم أو مصفوفاتهم الرياضية المعروفة التي تتقمّص الحروف بدلاً من الأرقام المباشرة، لكن تلك الحروف ليست إلا أرقاماً حسابية مستترة يمكن التعرُّف عليها وفق جدول الجمل الشهير «أبجد هوّز حطّي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ» وللحديث صلة.
Omaraziz105@gmail.com