أدار الرئيس السابق صالح البلد بالأزمات والحروب ويديرها هادي باستدعاء التدخلات الأجنبية، لا يزال هادي يراهن على الخارج بعد كل الدروس التي تلقاها والتي أوصلته إلى إقامة جبرية في صنعاء لم يتمكن من الفرار منها إلا قبل أسابيع. نختلف أو نتفق مع قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي إلا أنه يراهن على جماهير يمنية في الداخل، بينما يستدعي الرئيس تدخلات مجلس الأمن ودول الخليج بشكل شبه يومي، ولم يتعظ هادي من الوضع في سوريا والعراق وليبيا التي أدى التدخل العربي والأجنبي فيها إلى كل تلك الحروب والفتن الداخلية وإلى انتشار المجموعات الداعشية على اختلاف أنواعها.
الرئيس هادي كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فضعف شخصيته وسوء إدارته يستدعي المجموعات المسلحة لتكون هي الفاعل الرئيس في مناطق سلطته ويسعى هو لإخفاء ذلك وبالتالي يشكل بشرعيته غطاء لها ولانتشارها وتمددها ومن ثم يصحو المجتمع فجأة على كارثة – يصعب معالجتها - عمل هادي على إخفائها لأشهر.
يسعى هادي إلى نقل المعركة إلى تعز، تفادياً لمواجهات في عدن أو لحج، يعتبر تعز حائط الدفاع الأول عن حكمه للجنوب بحسب ما يتمنى في نهاية المطاف، فتعز بالنسبة له ورقة للتفاوض مع الحوثيين لا أكثر، ومتى ما توصل معهم إلى اتفاق يضمن عدم تمددهم باتجاه الجنوب لن يتردد لحظة واحدة في الاعتراف بسلطتهم على تعز كما اعترف بسلطتهم على عمران وصنعاء. لا يسيطر الرئيس هادي على عدن ولا على لحج، حيث تعج بالمجموعات المسلحة التي ارتكبت الكثير من المجازر فيها وبالأخص في حق الجنود، وسيكون مصير تعز وقوات الأمن والجيش فيها كمصير حوطة لحج إذا ما سيطر هادي على المحافظة. من يراهن على هادي وسلطته يراهن على الفشل، وهذا لا يعني أن نراهن على المجموعات المسلحة التي يقودها أنصار الله، فكلها أدوات ما قبل الدولة، سواء لجان هادي أو لجان الحوثي، ومن هنا فالأفضل لتعز أن تحافظ على المؤسسات الرسمية وأن لا يُسمح بانقسامها أو بانجرار المواطنين فيها إلى مواجهات مع تلك الوحدات.
albkyty@gmail.com