لا يمكن فصل التطورات السياسية والانقسامات في البلاد العربية عن سياسات إيران. لا يمكن فصل ما يحدث في سورية والعراق ولبنان واليمن عن التصعيد الإيراني لتفتيت هذه الكيانات الوطنية وإعادة تقسيمها بما يخدم المشروع الفارسي الساعي إلى الهيمنة على المنطقة.
لا يمكن السعي إلى حلول لأزمات الدول الأربع دون صد التدخلات الإيرانية في هذه الدول.
أزمة اليمن وصلت إلى طريق مسدود، فكل عناوين الإرهاب والتطرف والابتزاز السياسي توجد الآن في اليمن أكثر من أي وقت مضى. المشهد السياسي اليمني ينبئ أن هذا البلد سيكون ساحة صراع مرير لكل الأطراف الإقليمية.
هناك طهران والحوثي، وبقايا صالح ورفاقه، و"القاعدة" و"داعش" و"الإخوان"، هذا إذا غضضنا الطرف عن التركيبة الديموجرافية المعقدة للقبائل اليمنية التي بفضل الأعراف والتقاليد ولعبة التوازنات بينها بقيت خارج دائرة الصراع القبلي، لكنها ربما تدخل فيه من أبواب السياسة.
هذا البلد يعاني، إضافة إلى الفوضى السياسية، فقرا تنمويا حادا. خزان بشري هائل يمكنه الانفجار في أي وقت، والظروف على الأرض، ومع كل الأسف، تهيئ لهذا الانفجار.
من هنا، جاء تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بقوله، إن المملكة تأمل "في حل الأزمة اليمنية سلميا لكن إذا لم يحدث ذلك فستتخذ دول المنطقة الخطوات اللازمة ضد العدوان".
موقع اليمن الاستراتيجي في خاصرة الجزيرة العربية، وعلى مضيق المندب وبحر العرب، وما يملكه هذا البلد من مقومات طبيعية وبشرية، يفرض على المجتمع الدولي من جهة، ودول المنطقة من جهة أخرى، العمل على استقراره، وهذا العمل يتطلب تدخلات دولية جادة لإيجاد خارطة طريق سياسية جديدة تجمع كل الأطراف اليمنية عليها، وإيقاف المشروع الفارسي هناك، ثم محاربة التنظيمات الإرهابية وتطهير اليمن من أذاها.
دول المنطقة لن تسمح بأي انفجار يمني وشيك، لأن ذلك يهدد مصالحها ومصالح الإقليم بأكمله، أي انفجار يمني يعني فوضى جديدة تؤثر مباشرة في دول الاستقرار. وينبغي للمجتمع الدولي أن يعي أن أي حلول ديبلوماسية يسعى إليها لن تكون على حساب الشعب اليمني وحساب جيرانه. لا بد أن تخرج إيران من معادلة اليمن، حينها سيصل الجميع إلى حل للأزمة اليمنية.