الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2024آخر تحديث : 09:29 صباحاً
انضمام تحالفات جدبدة للمخيم السلمي بابين .... وفاة وإصابة 15 شخصا من أسرة واحدة بحادث مروع بذمار .... افتتاح المرحلة الثالثة لتوسعة مركز الاختبارات الإلكتروني بجامعة صنعاء بتمويل يمن موبايل .... الضريب يتلف محاصيل المزارعين بذمار .... مقتل شاب علي يد ابية طعنا بالسكين في يافع .... وفاة شاب يمني عطشا وهو في طريقه الى السعودية .... 1500ريال سعر الكيلو الموز بعدن .... رجل بقتل شقيقه في الضالع .... اقدام امرأة على الانتحار بلحج تعرف على السبب .... وفاة عامل صرف صحي في عدن ....
دكتور/د.عمر عبد العزيز
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed دكتور/د.عمر عبد العزيز
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
دكتور/د.عمر عبد العزيز
أسئلة متروكة للقارئ
ماهي الحوثية وكيف بدأت؟
ليتنا نتعلَّم منهم
ثُلاثيات متقابلة
الزمن السرمدي الأمريكي!!
سيناريو الجحيم النّووي
قرن الشيطان
سحرُ الأنثى
ميتافيزيقا من طراز ديمقراطي..!!
المعنى ومعنى المعنى

بحث

  
أجمل ميّت مقتول
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 10 سنوات و 6 أشهر و 27 يوماً
الجمعة 25 إبريل-نيسان 2014 07:46 ص


 في هذه الرواية الدائرية يخوض جابرييل جارسيا ماركيز منطقة غير مألوفة في الكتابة السردية، ففي هذه الرواية التي تمتد أحداثها إلى ساعات الليل والنهار، ويعتمد فيها السارد العليم على قصاصات أوراق الشرطة ذات الصلة بجريمة جنائية غرائبية، يعتمد السارد على فن كتابة السيناريو السينمائي، كما لو أنه يقدّم مشهداً بصرياً طويلاً، يتوّج ذلك المشهد الممتد بتلك الطعنات النجلاء للمقتول «سنتياغو نصار» ولكن لمجرد الاستيهام المقرون بإشهار القتل على كل سكان الحارة؛ على أمل أن تتم مراجعة ذوي النوايا بالقتل، ولكن لا حياة لمن تنادي. 
تكمن الصعوبة الإجرائية في هذا العمل الفريد من المنطلق الوحيد المتاح لصياغته، وهي قصاصات أوراق الشرطة، كما تكمن أيضاً في دائرية الحدث، وبؤرة إشعاعه الأساس النابع من جريمة قتل يلتبس بها المقتول والقاتلان وأختهما، تلك التي لم تدَّعِ بأنها انتهكت من الضحية “سنتياغو نصار” بل كان الاستنتاج المباشر في اتهامه دون دليل، ناجماً من كونه أجمل ميت مقتول في الحارة، والأغرب من ذلك أن القاتلين اللذين عقدا العزم على تنفيذ الجريمة، تعمّدا إشعار الجميع بنيتهما؛ لعل وعسى أن يراجعهما أحد في الحارة ليوقفا مسار الدم، ولكن الجميع التزموا الصمت وكأنهم يقولون لهم: أنتما لستما أهلاً لقتل ذبابة..!!. 
 ومن روايات ماركيز الفارقة «خريف البطريرك» وهي أخطر رواية مكاشفة لماهية الدكتاتور في العالم الثالث المقيم في زمن الأوليغاركيا المُتخلّفة، وقد لجأ ماركيز في هذا العمل الملحمي إلى التلاعب بالضمائر، والتواري وراء غياب السارد العليم حيناً، والمونولوج المونودرامي أحايين أخرى، وامتشاق ناصية كتابة «توراتية» بالمعنى الجامع للغموض الماسي، والوضوح الصاعق.. كما تتبع سيرة الدكتاتور في مختلف أوجه تجلياته، نابشاً في تفاصيل التفاصيل التي تُظهر السيكوباتزم الجبري لهذا الكائن القادر على القتل بدم بارد، بالرغم من كونه عاشقاً يطارد محبوبته في الشوارع الضيّقة لمدينة البؤس والفاقة والحرمان، ويصوّر ماركيز في هذا العمل الكبير مفارقات الحياة، رائياً لمعنى الفقر الرث الداكن، والغنى الفاجر الجاهل، لنتبيَّن أن هذه الثنائية هي الحامل الأكبر للمعاني الكئيبة التي تنبجس من تضاعيف النظام الفردي الأتوقراطي. 
وتصدّى جابرييل جارسيا ماركيز لأهم شخصية وحدوية تاريخية في أمريكا اللاتينية من خلال روايته بعنوان «الجنرال في متاهته» الجنرال هو القائد سيمون بوليفار، والذي مازالت رؤيته قائمة فيما سمّي لاحقاً بـ«البوليفارية الثورية الوحدوية» والتي مازالت شعاراً مرفوعاً في بلدان لاتين أميركا، في هذا العمل المهم لم يستجب ماركيز لدواعي التسجيل النمطي للسيرة السياسية المديدة للجنرال العتيد، بل تابع مصائر الإنسان الذي يُجازَى بعدم الوفاء، بتركيز بؤري على مسيرة أيامه الأخيرة عندما توافق المختلفون على إدارة ذلك الانقلاب الأبيض الغامض، مُستعينين بإدراكهم الضمني حالة الزعيم الرافض للعنف بين رفاق الأمس القريب، وخلال تلك المسيرة التي ترافقت مع إبعاد مُغلَّفٍ للجنرال، نكتشف تساقط الولاءات وتراجع المريدين واحداً تلو الآخر، ليغرق جنرال المتاهة الماركيزية في نوبات سعاله الحاد التي تتفاقم كلما طالت المسيرة، وازداد البرد وجفاء الأصدقاء، وليموت ببساطة لا تليق بقائد تاريخي، يموت سيمون بوليفار إثر نوبة سعال حاد، في كوخ بائس على طريق سفره صوب المنفى غير المحدّد؛ صوب اللا مكان. 
هكذا يُكثِّف ماركيز مصائر أحد أكبر وألمع الزعماء التاريخيين في أمريكا اللاتينية، ليرينا سخرية القدر، وطبائع البشر الذين يجيدون التحلُّق حول موائد الشهد والعسل، والتخلّي الدائم عن المعاني والقيم. 

Omaraziz105@gmail.com 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
صحافي/احمد غراب
جمعة أين الكهرباء ؟!
صحافي/احمد غراب
كاتب/علي ناصر البخيتي
مقيل ياسر العواضي
كاتب/علي ناصر البخيتي
دكتور/د.عمر عبد العزيز
الحب في زمن الكوليرا
دكتور/د.عمر عبد العزيز
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
أين الوطن وأهله من المصالحة الوطنية الشاملة ؟
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
كاتب/ماجد الرئيسي
الانحدار التدريجي لقطر
كاتب/ماجد الرئيسي
كاتب مصطفى راجح/مصطفى راجح
الروشتات القاتلة..!!
كاتب مصطفى راجح/مصطفى راجح
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.056 ثانية