ماعد فيش غير روح المرحوم هائل سعيد أنعم تعيد إلى تعز البائسة روحها الثقافية ؛ إذ يصبح مهرجان السعيد السنوي اشبه بموسم حج إلى مزار عاصمة الثقافة اليمنية "تعس".
لكنه في حقيقة الحال أصبح جوقة لجائزة لاتتطور أو تكبر لكأنها طفل ولد معاقا ؛ ويكبر معاقا.
في عمودي اليوم ؛ بصحيفة اليمن اليوم ، كتبت عن القيمة المادية للجائزة " مليون ريال يمني" وهو مبلغ يمكن لأي دلال " سمسار" ان يحصل عليه وهو موسح في مكتبه . وسأكتب هنا -على عجالة- عن القيمة المعنوية لجائزة سنوية تعتبر - مبدئيا- اهم جائزة ثقافية في بلد باتت الثقافة بالنسبة إليه مجرد هدار فاضي . لكنه أمر صادم ان نراهن على عقليات ومشاعر مجموعة تجارية كبيرة لطالما اعتقد شخوص كثر ان الثقافة بالنسبة اليهم سلوك يتطور ؛باعتبارهم مركز التمدن الذي تحج اليه مشاعر المثقف" الأخوش" والنبيل؛ليجد أنهم جزء صميم من هذا الخراب الذهني والثقافي الذي اتلف المئات من طاقات البلد .
سيكون من اللازم على اساطين هذه الجائزة التي تحمل اسم أهم شخصية تجارية نحتت في الصخر لتصبح "مجموعة هائل " على هذا النحو من التواجد والحضور ؛ عليهم ان يعيدوا النظر في القيمة المادية والمعنوية لجائزة تتحول مع الوقت إلى استخفاف بعقل إنسان اليمن اللي مش ملاقي إلى الآن رأسمال محترم يجيد استثماره وتنميته - تماما - مثلما يجيد استثمار وتنمية الزلط.
لن يكون فعلا خارقا للعقل وللعادات وللتقاليد ان تنشيء مجموعة هائل العريقة صندوقا للبحث العلمي ؛ وصندوقا آخر لتشجيع ورعاية المبادرات الفنية والأدبية الخلاقة لأبناء مجتمعهم الذين تسرقهم يوما اثر آخر أيادي الشياطين ليصبحوا – مع الوقت- بسبب غياب الدولة صنو غياب رأس المال المحترم أصابع من بارود.