أخيراً تحققت فرضية الهجوم خير وسيلة للدفاع، فبعد أن كانت المؤسسة العسكرية والأمنية تتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى من جماعات التطرف والإرهاب ..ها هي اليوم قادرة على دك تحصيناتهم وإنزال حمم الغضب في قلب أوكارهم المنيعة في الجبال الشاهقة والخنادق الحصينة والمناطق الوعرة بمحافظتي شبوة وأبين !
يقول الخبراء الاستراتيجيون إن اجتثاث بؤر الإرهاب التي يقوم بها أبناء هاتين المؤسستين في تلك المناطق توازي الحملة العسكرية والشعبية التي اقتلعت هذه العصابات في وقت سابق من قلب عاصمتي هاتين المحافظتين بعد أن كانت قوى التطرف والتشدد قد أعلنت فيها قيام إمارات إسلامية تلاشت بفعل الضربات العسكرية والتلاحم الشعبي وكأنها عهن منفوش!
وليس غريباً أن تحظى هذه الحملة بدعم الرأي العام الداخلي والخارجي والتفاف كل القوى الوطنية ( باستثناء تلك الظلامية التي تعتبر هذا الحسم إضراراً بمصالحها).. في واقع الحال ..لا أدري كيف تستقيم مطالب هذه القوى، خاصة وهي تعرف أن مطالبها تلك تتعارض أساساً مع مصالح الوطن والشعب في الاستقرار والأمن والتحول الحضاري والسياسي الذي تعيشه التجربة إلا في كون هذه القوى الظلامية تقف على النقيض من تطلعات أبناء الوطن في استكمال تنفيذ مضامين مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها جميع اليمنيين باعتبار أن ذلك يمثل مخرجاً آمنا وسلسا من أسر مجمل تلك التحديات والصعوبات القائمة، بل و تمثل إطاراً وطنياً يضمن العيش المشترك تحت ظلال سيادة القانون والعدالة والحكم الرشيد .
وليس بخاف على أحد بأن هذه الصفعة القوية التي وجهها أبناء الوطن إلى بؤر الإرهاب في هذه المناطق لن تكون فاعلة وجذرية ما لم تمتد إلى بؤر أخرى تعيش فيها طحالب الإرهاب وقطع إمدادات التمويل عنها ،بل أن واقع الحال يدل على أن أسلوب المراضاة لم يعد مجدياً ، خاصة وأن القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي قد أكدت جديتها في الخلاص من هذه المجموعات الإرهابية التي تطايرت شظايا أضرارها وامتدت إلى قلب اليمن في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن الرئيسية وعلى نحو خطير لم يعد مناسباً التعامل معه بالمداهنة أو الاكتفاء بردود أفعال آنية ومحدودة وإنما من خلال اعتماد سياسات تعمل على اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها.
وأخيراً .. القول الصحيح أيضاً أن ثمرة هذا الجهد الوطني المتعاظم الذي طبع أداء أبناء المؤسستين الدفاعية والأمنية واللجان الشعبية المتميز في دك معاقل هذه العصابات ،سوف ينعكس إيجابياً على مناخات الاستقرار التي بدورها ستهيىء الأرضية مجدداً أمام ترجمة حقائق التحول في إعادة البناء وانجاز تطلعات المواطن خاصة بعد أن استبد به الحنق طيلة الفترة المنصرمة جراء استفحال وتفشي هذه الظواهر السلبية والتي ألقت بظلالها الداكنة على مختلف أوجه حياة اليمنيين.