حينما أشرقت شمس الرسالة الإسلامية من هذه الأرض الطيبة قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام شاء الله أن ينهض بعبء الدعوة كل أبناء الجزيرة عبر الوجود الرمزي الممثل لهم جميعا، والمتمثل في المهاجرين والأنصار، وهكذا انتشر نور الإسلام واتسعت قاعدته على أساس من هذه البداية التي جعلت من أبناء الجزيرة العربية وحدة واحدة، وظل جهدهم ودورهم هو الفاعل عبر مسار الحضارة الإسلامية. واليوم حين تتبنى المملكة الوقوف إلى جانب اليمن الشقيق ودعمه ماديا ومعنويا، وقيادة الدول المانحة من الخليج وأوروبا وأمريكا في تقديم الدعم الكفيل باستقرار اليمن وتجاوزه حالات التربص به وبوحدته وأمنه واستقراره.. يأتي كل ذلك إدراكا من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لما يمثله أمن اليمن واستقراره بالنسبة إلى المملكة في إطار وحدة الجزيرة العربية وجدانا ومصيرا عبر قرون من الزمن وتجاوز هذا الاستقرار لما فيه صالح العرب والمسلمين جميعا. واليوم ها نحن نضيف خطوة إلى خطوات تمكِّن اليمن من تعزيز الأمن والاستقرار ليستطيع أداء الدور المنوط به؛ ليتحقق التكامل الاقتصادي الذي سيكون اليمن شريكا فاعلا فيه للمنطقة بأسرها إذا استطاع استثمار المقومات الاقتصادية المتوافرة لديه؛ فاليمن معروف منذ القدم بوجود الخير فيه زراعياً وطبيعياً، إلى جانب النفط والغاز الذي تدل المؤشرات على أن اليمن واعدة فيه، ويبقى الدور الأساسي على عاتق اليمنيين أنفسهم الذين عليهم الالتفاف خلف قيادتهم والتفرغ لبناء بلدهم مستفيدين من عون الآخرين لهم وتوظيف كل ما يصل من المانحين لخير اليمن وأبنائه.