استكمالاً لحديث الأمـس، نأتي اليوم للحديث عن الضلع الآخر لقوام هذا التغيير الحكومي.. وأعني حقيبتي الخارجية والإعلام، خاصة وإن أمام وزير الخارجية الجديد جمال عبد الله السلال مهام كبيرة، يرتبط أكثرها في إيصال صوت اليمن إلى الخارج بمعزل عن هذه التداعيات الراهنة، فضلاً عن حشد مزيد من الدعم الأممي لليمن، خاصة إذا ما عرفنا أن المرحلة القادمة تتطلّب جهداً ديبلوماسياً مكثّفاً يسهم في معالجة القصور في المستويات و القنوات الدبلوماسية وتفعيل هذا الأداء على مستوى الخارج.
***
وإذا ما أتينا إلى حقيبة الإعلام الذي كُـلّف بتحملها إحدى القيادات المشهود لها بالكفاءة والتفاني والإخلاص وأحد المنتمين إلى هذه الأسرة.. وهو الأخ العزيز الأستاذ نصر طه مصطفى الذي يحفل سجلّه باقترابه الشديد من هموم الإعلاميين باعتباره أحد أفراد هذه الأسرة المتميّزين منذ كان نقيباً للصحفيين ومسؤولاً عن قيادة عدد من مؤسساتها، إذ تنتصب أمامه مسؤوليات إضافية في إطار هذه المهمة الشاقة والتي لا تقتصر – فقط – على إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية تمشّياً مع روح العصر ومتغيراته وإنما ترتبط كذلك بتطوير وتحديث الأداء (كادراً وإمكانات وخطاباً) أمام المنافسة الشديدة التي تواجهها الوسائل الإعلامية الرسمية وسط غابة الإعلام الفضائي الذي لا حدود له وحرية الإعلام غير المسبوقة، الأمر الـذي يتوجّب على القيادة الجديدة في هذه الوزارة القيام بمراجعة شاملة لطبيعة أداء هذه المؤسسات وفحوى رسالتها وسبر أغوار أهدافها الآنية والمستقبلية وطموحاتها الاستراتيجية في عالم متغير.
***
وباختصار فإن أحداً من الوزراء لن يُكتب له النجاح مالم تكن ثمة منظومة تعمل تضامنياً داخل مجلس الوزراء، حيث لا فرصة بعد الآن للراحة أوالانشغال عن خدمة المواطن الذي ناله ما ناله من المشقة والمعاناه خلال الفترة المنصرمة.. وقد حان له الوقت اليوم أن يأخذ قسطاً من الراحة.