تبدو الهيئة العليا لمكافحة الفساد أحوج ما تكون إلى تعلم أصول وفنون الفكر الصيني والياباني، ليس لتحضير "صياد" أو "أم الجن" لمطاردة أشباح الفساد، ولا لتنظيم جلسات للوخز بالإبر الصينية في ظل انعدام الإبر اليمنية؛ وإنما لاختراع "حبوب منع الفساد"، على الأقل لتحاشي الخيار التقليدي المتمثل بتركيب لولب خاص بالبطن يوقف نمو كروش المتهبشين عند حد معين.
أهمية هذه الحبوب تكمن في أن الفساد عبارة عن تفاعل كيماوي يولد في المخ على شكل هرمون متهبش على الجسم يبسط على الخلايا ويحوش على الرئيتين، ويتصلبط على الغدد، ويتقرصن على الأمعاء كالأميبيا، فيتسبب بقلة عقل، وكبر كرش، وخفة يد، ومع الأيام يتقرصن الهرمون على جميع أعضاء الجسم فيلغي وظائف جميع أجهزة الجسم، باستثناء جهاز واحد، هو الجهاز الهضمي، ويتحول الجسم إلى مجرد بلعوم ولسان تتحرك كلسان الضفدع شغالة في مد وجزر، بالإضافة إلى فك مفتوح بشكل دائم يذكرك بفيلم "الفك المفترس" لاجاثا كريستي، ومعهما طقم "لِوَز" دعاية، يثبت لك بما لا يدع مجالا للشك أن معظم "لوز" المتهبشين تعمل بنظام البطاريات.
من الناحية العلمية يمكن القول إن أمعاء المواطنين (وكلها دقيقة) تختلف اختلافا جوهريا عن أمعاء بالمتهبشين صغارا كانوا او كبارا (وكلها غليظة)، حيث تجد في تجاويف الأخيرة عصارات أشكالا وألوانا تساعد على الهضم السريع لكل ما يتم هبشه ونبشه، والبعض منهم لديهم في أمعائهم طواحين تعمل فترتين دواما رسميا، وفترة دواما إضافيا.
تسألونني: وأين يقع المخ؟ أقول: في بلعوم المتهبش، تفتحه مثل المحفظة أو المحارة فتجد المخيخ (تشليح مش وكالة) يعمل بنظام الكهرباء اليمنية ( يولع ساعة ويطفي عشر).
نعود إلى حبوب منع الفساد: ثلاث حبات قبل وبعد كل هبرة، ويتم حفظها بعيدا عن متناول الأطفال، حتى لا تنتقل العدوى من الديناصورات الكبيرة إلى التماسيح الصغيرة.
والعلاج عبارة عن خمس جرعات بين كل جرعة وجرعة، جرعة تتناولها بسرعة ثم تقول: "جرعة دائمة يا حكومة!" (اعاذنا الله واياكم من شر الجرعات وكفانا اياها).
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين