الناقصون من البشر كثيرون في هذا العالم والكاملون من الرجال قليل .. الكامل يعرف مايريد ويوظف قدراته وإمكاناته وفكره وعمله وأحاديثه وتصريحاته كلها لتحقيق هدف وضعه لنفسه ..
من منا لا يتذكر ذلك العملاق الكامل من عظماء العرب الذي يتحدث بلغة هادئة واثقة وقورة ويختتم كل كلماته بالقول
الله أكبر .. الله أكبر .. ألله أكبر
عاش العراق
عاشت الأمة العربية
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر ..
هل بقي غيره يفعل ذلك من الزعماء العرب ..؟
***
هل سمعتم ذلك العملاق في أي يوم من الأيام يفحش في القول أو يذكر بسوء فاضح خصومه من قادة إيران الذين دخل في حرب ضروس معهم لنحو عقد من الزمان
هل سمعتموه يستفتح أحاديثه ويختمها يذم أشخاصهم رغم خياناتهم المتكررة التي أثخنت جسد العراق العظيم بجروح وتصدعات لم يبرأ منها حتى الساعة ..
ربما سمعناه يذكر هذه الخيانات ويمر عليها مرور الكرام .. لكن لم نسمعه يفحش القول على أحد من شخوصهم بذاته وما أكثرهم كما يفعلون هم الآن ولا حتى من تلك العمالات الدينية والسياسية الرخيصة التي كانت ولماتزل تسبّح بحمدهم وتقدس لهم وتنحر العراق من الوريد إلى الوريد انتقاما لهم وإرضاء لنزواتهم .
***
أجل هكذا يفعل ويتصرف الكبار .وأصحاب القيم من سكان القمم
أما الصغار فيكفي أن تفتح قناة فضائية من قنواتهم التي تنتشر هذه الأيام كانتشار الذباب في المزابل .. فتسمع طنينهم وهم يلوثون الأجواء الأخلاقية والدينية والإنسانية كلها
افتحها لتسمع كيف يفتتحون كلامهم بالإساءة لكل عمالقة الإيمان والجهاد ويختتمونها بذلك ويزعقون وينعقون لكي يصلوا إلى مآربهم الرخيصة في تلويث طهر ذلك الضوء الإيماني الساطع وتطهير وضاعتهم الخسيسة النجسة
نبحت كلاب الأرض في بدر السما هل للكلاب إلى البدور سبيل
***
لا تسألهم ماليس فيهم ولا منهم ولا تقل لهم " اذكروا محاسن موتاكم " فإنما خاطب سيد الرسل الكرام عليه أفضل الصلاة والسلام بهذا الكلام المؤمنين .. وأولئك ليسوا منهم ..
ولا تقل لهم .. :" لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ماقدموا " ولا تقل لهم " إن السب يؤذي الحي ولا يصل الميت " فهؤلاء خشب مسندة .. أموات غير أحياء .. عديمو الدين والضمير فاقدو الرحم
وإنما يخاطب الأحياء بأقوال الرسول الكريم وتعاليمه أما دونهم فلا .. ولأنه لايوجد موتى على هذه الأرض غيرهم وهم ليسوا من أهل المحاسن
***
إذا سمعت وضيعا من هؤلاء سواء كبرت عمامته أم صغرت وسواء ابيضت لحيته أم اسودت وسواء لبس ربطة العنق مع السترة أم لم يلبسها على طريقة الفرس الأعاجم إذا سمعته يشتم وينتفخ ويسب وينتفخ ويمس عظمة العظام وينتفخ ويقلب عمامته يمنة ويسرة فتذكر قول سهيل اليماني في ( كنز البطولات )
أريتني يا زماني كُلَّ إمَّعةٍ
كالكلب يلهثُ يستغويه كلُّ عَمِ
من كل من باع مختاراً كرامته
إما زنيمٌ و إما فاقدُ الرَّحِمِ
فاعجبْ لبيضِ اللحى والكُفرُ يخصِفُها
نعلاً تقيه من الرمضاءِ والضرمِ
و للعمائمِ شهــــــباءٌ وفــاحمةُُ
أحلَّها فاستباحت حُرمَةَ الذِّممِ
يا سادن النار مزهُوًَّا بفعلته
كُفِيتَ غدْري فليس الغدرُ من شيميِ
عاجلت نفسك بالغدرِ الأثيم وبي
يا موقد النار في أهلي وفي حَرميِ
أبلغ أباك الذي استقبلت قبلته
وجمعه وعلى أعناقهم قدميِ
أن الذي أخضعت طهران وطأته
ودَكَّ إيمانُه قُدسيةَ الصنمِ
يُمرِّغُ اليوم أنف الكفر مُنتعلاً
سُود العمائم في مُبيضَّة اللِّمَمِ
فهم بـ ( بغداد ) قوَّادو الزناة وهم
مواكب الحزن تبكي بائع الحرمِ
وهم بـ ( طهران ) آياتٌ مُزغردةُُ
لأسر من صاد منهم نشوةَ الحُلُمِ