تقف كتب التاريخ مشدوهة أمام عاصمة كصنعاء يقطنها ما يقارب ثلاثة ملايين مواطن يمني لتسجل بحروف سوداء كل خطوة عبثية يمكن أن تتسبب في إلحاق الدمار بصنعاء التاريخ أو تلحق الأذى بسكانها.
كان من طبع القبائل اليمنية وأعرافهم النقية أن السوق مهجر يعني لا يجوز افتعال أي مشاكل أو عنف في الأماكن المكتظة بالناس لكن مع اشتعال فتيل الفتن في المنطقة العربية وظهور من يخططون لشرق أوسط جديد يقوم على إثارة الفتنة داخل أبناء البلد الواحد لينهكوا بعضهم البعض ويدمروا مقدرات بلادهم.
ومثلما كان اليمن استثناء في تغليب الحكمة على العاطفة ومشاعر التسلط في فترات تاريخية متعاقبة لا تزال قلوب اليمنيين متعلقة بأهداب الأمل بتغليب الحكمة اليمانية والإيمان اليمان على الزج بالبلد في أتون فتنة لا يعلم مداها إلا الله.
على أن هناك من لا يريدون لهذا البلد أن يستقر ومن يسعون إلى إشعال نار الفتنة أملا في تحقيق مكاسب سياسية أو تصفية حسابات وهؤلاء يرفعون شعار اليمن أنا يا أنت وهو الشعار الذي لا يمكن أن يكون واقعا ملموسا لأسباب كثيرة أهمها أن أس اليمن وأساسه هو التعايش بين جميع الفئات تحت مظلة العدل والمساواة وكان الأحرى بالجميع أن يرفعوا شعار اليمن أنا وأنت وكلنا جميعا.
يدرك الجميع أننا فوق سفينة واحدة إذا غرقت سيغرق الكل ومع ذلك فيا عجباه بدلا من تحكيم العقل والمنطق والشعور بالمسؤولية الوطنية والتاريخية إزاء اليمن في هذه الفترة الحساسة وصنعاء بما لها من تاريخ ومكانة وحضور في قلوب اليمنيين ينبغي أن تكون بعيدة عن فرضيات العبث والانزلاقات نحو الدمار وقبل ذلك كله فإن التاريخ لن يرحم اللامبالاة إزاء ثلاثة ملايين مواطن يسكنون صنعاء هؤلاء في حال لأقدر الله في حال اندلعت صراعات مسلحة سيتحولون إلى وقود وسينزح مئات الآلاف منهم أو سيقبعون تحت حصار خانق.
لا يجب بأي حال استسهال مواصلة الحشود والحشود المضادة وفتح الباب لإشعال الفتيل بين أبناء البلد الواحد.
إنكم أمام أمانة تبرأت منها الجبال فاتقوا الله في اليمن واليمنيين.
وتسلحوا بالإيمان اليمان والحكمة اليمانية وكفا مقامرة ومغامرة باتجاه المجهول.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين .