على المستوى الفني المُجرَّد يمكننا الحديث عن أدوات الفنانة فاطمة لوتاه المتنوعة، وحضورها الأُفقي في الساحات المفتوحة، ما يمنح أعمالها قابلية لمشاهدات متنوعة من زوايا مختلفة وأبعاد متباينة، كما يمكننا الإشارة إلى استدعائها الاسترجاعي الفني لأنماط التصوير الروحي، وفنون السجاد المَشرقي المرفوع على سارية نورانية مشعة بالضياء، وألوانها التي تتماوج حد الاحتياط المُوشَّى باللحون وأقواس قزح، وكذا اشتغالها المُضني على مساحات العرض العامرة بالاحتشاد المُدوْزَن بالاسترخاء.
جملة الأعمال الفنية ذات الصلة بالإكريلك والوسائط الرقمية، تعتدُّ بفلسفة الفراغ الذي يمثل امتلاءً مؤكداً، ويسلط بؤرة الضوء على التيمة المختارة، كما هو الحال بالنسبة لجُملة أعمالها الفنية التي تتوخَّى فيها ومنها استدعاء مفردات تراثية تؤكد الخصوصية، فيما تتمنْطق الوسائط التعبيرية الجديدة.
تجربة الفنانة فاطمة مزيج مموسق من الكلاسيكية المدرسية المرفوعة على ميزان التصوير بالإكريلك.. ذلك اللون السحري الذي يجمع خصائص الماء والزيت، ويسمح بتحليقات بصرية مشرقية قوامها البهاء والصفاء، ويعزف موسيقاه الوجودية على “مفتاح صول” البصري المتناغم مع العوالم الداخلية للأنا الرائية الحائرة والمُتطيِّرة، ويتكشَّف عن مصائره بالتفاعل مع عالم الوسائط الرقمية المتعددة ، دونما تردد وخجل، وينبري لسؤال الجمال والجلال في أساس الجمال واستتباعاته الظاهرة والمستترة، ولا يتردد في الإعلان عن خيارات فنية متنوعة حد الاحتياط.
هذا القول الختام ليس مجيراً على ألوان الإكريلك كما يبدو من السياق، بل على الفنانة التي أنعشت ذاكرة المشاهد، وناجزت عناء الإبحار في عوالم الفن المتنوعة من خلال التشكيل، والتشكيل فحسب.
Omaraziz105@gmail.com