- تتأكد الحاجة الماسة إلى بعض الأفكار التي تأتي هبة اللحظات التاريخية المعينة في خضم الأحداث والمواقف وطبيعة التصورات التي توحي بها الاحتمالات التي قد يرى الإنسحسن أحمد اللوزي -
تتأكد الحاجة الماسة إلى بعض الأفكار التي تأتي هبة اللحظات التاريخية المعينة في خضم الأحداث والمواقف وطبيعة التصورات التي توحي بها الاحتمالات التي قد يرى الإنسان أهمية مشاركة الآخرين في التعاطي المسؤول معها لأهداف عديدة أهمها تعزيز الشراكة في الإلمام والتفكير ...والتصرف وخاصة حول قضية القضايا الشاغلة والمؤرقة والمقلقة لذهن المواطن أيا كان موقعه من المسؤولية الوطنية في الدولة أو خارجها داخل مؤسسات المجتمع ...وكما بالنسبه للأشقاء والأصدقاء للحالة التي وصلت اليها البلاد والتصورات الإيجابية المعلنة أخيراً لمعالجتها وتجاوزها إلى حالة الاستواء وتنفس الصعداء!
وهو ما نكرر معه الدعوة مجددا للصدقية السياسية التي طالب بها عدد من المفكرين والكتاب العرب المحبين لبلادنا بل والعاشقين لها عن صدق قلب!
علما بأنني قد أشرت في يومية سابقة إلى محتوى التقرير السنوي عن الحالة العربية الصادر عام 2010م بعنوان "النهضة أو السقوط" عن مركز دراسات الوحدة العربية والذي استحدث فيه قسماً خاصاً يتعلق ببلادنا لم يكن موجودا في التقارير السابقة والملفت أن التقرير والذي أعده أستاذان في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة هما الدكتور أحمد يوسف أحمد و الدكتورة نيفين مسعد تحدثا لأول مرة عن ما أسمياه أقلمة الأزمة اليمنية وتدويلها... غير أن الاستنتاج الخطير في ذالكم التقرير الذي صدر في كتاب بنفس العنوان (النهضة أو السقوط) حاول استشراف المستقبل اليمني في أربعة مشاهد على النحو التالي :-
(( أولها:- غير مرغوب فيه وهو الحكم المشخصن عبر آلية حربنة الحياة اليمنية والثاني :- وهو مشهد التحليل السياسي الذي رآه الباحثان والذي أسمياه بالمشهد المتعايش معه " وهو المشهد.
الذي أفترض استمرار الأوضاع على ما هي عليه في ذلك الوقت من " الصراع السياسي والاحتقان السياسي"
والمشهد الثالث :- وهو مشهد الصدقية السياسية وهو المشهد المتعثر والمرغوب فيه !!!
المشهد الرابع :- وهو ما اسمي بمشهد "الحزن اليماني" أو المشهد الكارثة الذي يتحول فيه الوضع في اليمن إلى حرب الجميع ضد الجميع بما يستدعي تفاقم التدخل الخارجي في الشؤون اليمنية..)))
ويبدو أن ذلك وجه مما كان يخطط له بالنسبة لبلادنا من وقت بعيد ضمن حلقات تتعلق بما بدا أنه مخطط يشمل عددا من الأقطار العربية أتت عليها تفصيلات الكتاب المشار إليه بصورة أو أخرى ولكن كيف هي صورة المشهد اليوم ؟؟
مازالت الأوضاع في بلادنا فضلا عن التحديات الأمنية والاقتصادية تلوب في دوامة الاحتقان السياسي والإحترابات الدموية ومنافي المكايدات و جلد الذات الوطنية وتشويش ذهن المواطن .. والإيغال في إيذاء الوطن وتعذيب المواطن الذي صار يتحمل كل التبعات والآلام والأحزان والمآسي وما زال يأمل الخير كله برغم إحساسه بأن ما يسمعه ويقرأه ويشاهده في الوسائل الإعلامية لكافة الأطراف السياسية يشير إلى غير ذلك ! وكأنه خلط للمشاهد الثلاثة غير المرغوبة فيما ذكره التقرير المشار إليه
وبرغم كل ما حصل ويحصل فإن مشهد الصدقية السياسية ليس ببعيد وهو قاب قوسين أوأدني كما بشرت به النتائج التي تم التوصل إليها في اللقاء الوطني الموسع الذي دعا إليه ورأسه الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ورعاه وباركته وأكدت على الالتزام بما صدر عنه كافة التنظيمات والأحزاب السياسية والعديد من مكونات المجتمع المدني في بيانات واضحة ومحددة وتؤكد على الفهم والإدراك لكل ما يتحتم على الجميع التمسك به وإن كان كالقبض على الجمر أو كتجرع الدواء المرير ومن أجل المصلحة العليا للشعب ولا غالب في ذلك إلا الله رب العالمين الآمر والهادي إلى الحفاظ على الأرواح وحقن الدماء وصيانة المكتسبات والمقدرات والسير قدما على الصراط المستقيم !
فليس أمام الأطراف السياسية في بلادنا سواء تلك التي اتفقت في عملية التسوية السياسية والتي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وخاضت غماره في مناقشة كافة القضايا التي تصدى لمعالجتها وخرجت منه بالوثيقة الوطنية المهمة التي أسهمت في صياغتها كافة مكونات المؤتمر ليس أمامها اليوم إلاَ أن تنظر بإمعان شديد وبروح وطنية عالية وبعقلية حصيفة وإرادة خيرة ومخلصة إلى البدائل المرسومة لبلادنا في المشاهد الأربعة المذكورة أعلاه وأن تسير قدما بصدق وجدية وإخلاص في استكمال إنجاز ما أشار إليه الباحثان وتمنياه لبلادنا الحبيبة الغالية و من قبل العرب كلهم والمرموقة بنظرة الأمل والتفاؤل والتشجيع والمؤازرة من قبل العالم وهو المشهد الثالث مشهد الصدقية السياسية كما تضمنته المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمَنة لها وجاءت بتفصيلهما بصورة ضافية مخرجات الحوار الوطني الشامل بهدف الخروج بسلامة الله وحفظه نحو تنفيذ ما صار موضع اتفاق الجميع وموافقتهم ولابد أن يتوجه الجميع وبصورة عاجلة نحو القيام بالمراجعة المسؤولة لمواقفه السياسية وخطواته الخارجة عن المسار الوطني وتصحيح خطابه الإعلامي لتجاوز المساوئ ونبذ كل ما يتقاطع مع الثوابت المبدئية التي آمن والتزم بها الجميع واحترام القواسم الوطنية المشتركة وتعزيز علاقة الالتزام بها والتمثل لها وإيقاف الانحدار نحو الأسوأ والارتقاء خطوة خطوة نحو شاطئ الأمن والاستقرار... و بوتقة العمل الوطني المشترك.. أما التردي في مهاوي الاحتراب الأهلي والتناحر الطائفي أو الضياع والتمزق فلا يستطيع أحد من البشر أن يتخيله أو يتصوره لأنه سوف يتعدى مشهد ((الحزن اليماني )) أو مشهد الكارثة لا قدر الله