تلويح الحوثيين بالعنف يرجعنا الى مآلات ماقبل السياسة ، يعيد ترتيب العلاقة بين الدمار والخراب ليس إلا .
الحوثيون في مأزق ، ويستخفون بالتحذيرات الدولية، ويبدو من الواضح استخفاف حركة الحوثيين بتحذيرات مجلس الأمن والإجماع الوطني والدول الراعية للمبادرة الخليجية ، في ظل عدم تراجعها عن التلويح بالقوة ، وطرحها مواقف ايجابية ترمي إلى احتواء الأزمة التي من الممكن أن يؤدي تفاقمها إلى نشوب حرب أهلية تلوح بوادرها في الأفق.
بوتيرة متسارعة توشك العاصمة على الوقوع في شبح حرب مخيمة ، قد تدمر كل ماتراكم لليمنيين منذ ثورتهم الأم قبل أكثر من خمسين عاماً . وما يخشاه اليمنيون في اللحظة الراهنة انفجار وانفلات الحرب في صنعاء التي تتأجج بشتى مظاهر العنف، بينما تشكل اكبر تجمع سكاني في اليمن مابين 3 الى 4 مليون نسمة .
هاوية الحرب الأهلية لا اشنع منها على الإطلاق .
ولو لم يكن الرئيس هادي الرجل الاول لكانت الدماء تفيض في العاصمة ، حتى الآن يتعامل الرئيس برجاحة ملفتة .. ويبقى الأمل في تحكيم العقل من قبل الحوثيين والعودة إلى جادة صواب الممكن الضروري،ذلك أن تحكيم العقل هو ماسيصون اليمن من الخرائب، وأما الممكن الضروري في اللحظة الحالية فيتمثل في عدم التلويح بالسلاح والاستقواء به ، السلاح الذي أضراره أكثر من فوائده كما علمنا التاريخ .
fathi_nasr@hotmail.com