تتداخل عدة عوامل في تكريس حالة التخلف في الواقع الإعلامي العربي سواء من حيث التحولات السياسية والتكنولوجية الإعلامية، وعن إدراك دلالاتها الاستراتيجية الجديدة أو من حيث العجز عن رسم استراتيجية ذاتية تمكنه من تجاوز التبعية التي تجعل ذلك التخلف مؤبداً.. ومع ذلك ثمة ممكنات لإقامة نظام إعلامي عربي تتمثل في ما يشكله الوطن العربي من قوة اقتصادية وعلمية ضخمة، وهوية عربية ثقافيه دينية حضارية مشتركة، وهي الأمور التي من شأنها أن تشكل أرضية لخلق تكامل اقتصادي وسياسي متين.. غير أن ذلك يتطلب من العالم العربي:
وعياً حقيقياً بتطورات العصر و بمستوى التحولات التي يراكمها العالم المتقدم.
تحــــديثاً في السياسات العلمية والمعرفية.
- ويتطلب تحقيق ذلك إحداث ثورة سياسية وحقوقية عربية.. إذ لا يمكن تحقيق انطلاقة إعلامية عربية بمعزل عن انطلاقة سياسية واقتصادية ومعرفية.
- لقد استطاع الإعلام الاستفادة من الوسيلة الرئيسية للعولمة وهي تقنية المعلومات التي ساهمت بشكل كبير في تطوير أساليب الطباعة والإخراج وسرعة الإنجاز.. إن من يتخلف اليوم عن المتابعة والاستفادة من المستجدات التقنية الحديثة سوف يجد نفسه متخلفا عن ركب الحضارة والتطورات المتسارعة التي تتجه نحوها تكنولوجيا الاتصال والإعلام.. وهو ما يفرض علينا إعداد الكوادر المؤهلة في مجال الإعلام القادرة على المواءمة بين تحقيق التميز خارج الحدود مع القدرة على الإقناع في الداخل والخارج بحنكة ومصداقية.. بحيث يلعب الإعلام دوراً ريادياً في تأمين ثقافتنا ومبادئنا وفلترة ما يورد إلينا من الثقافات الأخرى وفقاً لما يفيد مجتمعاتنا. . إن تطور وسائل الإعلام والاتصال ودورها في نقل وشرح القرارات السياسية والاقتصادية خلق نوعاً من التأثير السريع في العلاقات بين الدول سواء كانت متجاورة أم بعيدة مما يتطلب التنسيق وتوثيق التعاون بين دول العالم الثالث والدول العربية والإسلامية على وجه الخصوص. يتواكب ما تشهده الساحة الدولية من تسارع في مجال تقنية الاتصال والمعلومات مع ما يشهده العالم من اتجاه نحو إقامة التكتلات الكبيرة والتجمعات الضخمة في مختلف المجالات ليؤكد أنه ليس أمامنا سوى خيار واحد يقوم على استخدام نفس الأسلوب في مجال الإعلام من خلال تنمية روابط العلاقة بين وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية ودول العالم الثالث من جهة، وبين دول العالم بشكل عام من جهة أخرى، والتركيز على إبراز المشترك الثقافي والدفع بحوار الحضارات إلى الأمام..
Unis2s@rocketmail.com