كثير من الحوزات التي قادت – أساسا- إلى أعمال تطرف، لاقت من عديد بلدان دعماً واهتماما على حساب الفن . الفن بوصفه أرقى وسيلة لعلاج تشوهات مجتمع ما.
اختفت فرق المسرح والموسيقى وظهرت ـ على السطح ـ فرق الجهاد والسلف والأثني عشرية و.. و… إلخ.
تراجع الحُب وتقدمت الحبة السوداء وخلطة العريس. خفت صوت الاعتدال والعقل، ورطنت أصوات كاسيتات الوعظ المتشنج .. وراحت تجلد مجتمعاتنا المحافظة أصلاً ، وتشكك بأخلاقيات الناس، لدرجة بدا خطاب هذه الجماعات قاسٍ ومُنفر تماما كما لو أنها تخاطب مجتمعات ما قبل الجاهلية ، مش مجتمع يمني أسلم - قبل ألف وخمسمائة سنة – برسالة ، ومش هو محتاج لصميل القاعدة أو غيرها ، وهذا أمر طبيعي ، فعندما تغيب الفنون الفن تتحول المجتمعات إلى سطرٍ كئيب في كُتبٍ أنفق عليها أموال طائلة لمناقشة نواقض الوضوء .
وحين يحل خطاب المتزمتون بدلا عن خطاب الفن ، يصعب عليك حينذاك أن تجد من يلتقط مواجع الناس أو يراقب لصوص المجتمع الكبار ، ذلك لأن ذهنية هؤلاء تجعلهم – على الدوام - منشغلين عن هموم الناس .. ومشغولين - حتى النخاع - بمراقبة الأخلاق .
لسنوات طويلة والمثقف كان ولايزال مجرد لاعب احتياط. كما وظلت الفنون والثقافة وأعمال الأدب، هي الأخرى أشياء هامشية ولا ينبض بها قلب الدولة إلاَّ حينما تقوم بدور "مَدَّاح القمر" .وفي الإجمال لا يمكن الحديث عن أي توازن مُجتمعي دون أن تكون الثقافة والفنون أشياء يُعتنى بها وبصدق.
Fekry19@gmail.com