تعددت التحليلات السياسية والتكهنات والسيناريوهات, وسيناريو الفوضى المسلحة وتفكيك الدولة واحد.
اليوم اليمن تواجه خطر حرب أهلية، وترسانة مسلحة خارج سيطرة الدولة ، وجماعات مستعدة لإحراق البلد بما فيه لتنال من بعضها وبينهما حركات انفصالية تبدو كقوارب تنفصل عن سفينة مستثمرة الخروق الكثيرة في أنحائها واحتمالات تعرضها للغرق ، ومن وراء ذلك قوى كبرى تتصارع لتكون اليمن مستعمرة تابعة لها وتبحث عن دورها ونفوذها الاقليمي عبر وكلائها المحليين ومستعدة في غمرة تنافسها وصراعاتها لتمزيق اليمن إربا إربا حتى تحصل على اليمن الذي تريد حتى لو اضطرت إلى هدم اليمن على من فيها.
وبصيغة أخرى يمكن القول إن مشروع اليمن المدني الواحد تاه في زحمة المشاريع الداخلية والخارجية التي تتطاحن فيما بينها وتطحن البلد وتخطط لهدم الدولة ليتمكن كل من تنفيذ مشروعه الخاص مع العلم أن هؤلاء سيفني بعضهم البعض وسيدمرون البلد وسوف تتساقط مشاريعهم واحدا بعد الآخر لأن الحكمة الإلهية اقتضت أن لا ينال التمكين من يتخذ من مضرة الناس والشعب مطية لتحقيق مآربه ومشاريعه ولبناء عروش من دم الابرياء.
مخطط تفكيك الدولة والفوضى المسلحة ليس وليد اللحظة بل جار تنفيذه منذ سنوات فكل الجماعات المسلحة الخارجة عن الدولة والمتصارعين السياسيين المستفيدين منها يجمعهم عامل مشترك واحد وهو أن قوتهم وزيادة نفوذهم ووجودهم يتوقف على غياب الدولة ولذا فالجميع يفككون الدولة ويستفيدون من كل ضربة تتعرض لها لتعزيز وجودهم وللقضاء على خصومهم وتصفية حساباتهم ويبقى الهدف الرئيسي لكل منهم محو وجود الدولة مقابل تعزيز وجودهم ، فتدمير الاقتصاد من خلال ضرب المصدر الأساسي للموارد المتمثل بالنفط يمثل بالنسبة لهم إرهاقاً وإفراغاً لخزينة الدولة وتدميراً لكل محاولة لإعادة البناء وإحياء الاقتصاد ، وفي الجانب الآخر لنا أن نلاحظ مدى الحرص والتفنن في تدمير قوة الدولة المتمثلة بالجيش وتمزيقه من الداخل وتدمير معنويات الجنود ولذا فكل ضعف في قوى الدولة يقابله نمو ونفوذ للقوى المتمردة وجماعات الفوضى المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة والمتنامية على حساب ضعفها.
الأخطر من كل ماسبق أن تفشل الدولة والمجتمع الدولي الذي يقف معها في تعزيز قدراتها للسيطرة على تلك الجماعات وتتدهور شيئا فشيئا حتى تسيطر عليها ميدانيا ويصبح وجود الدولة مجرد ظهور شكلي ورسمي فقط.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين
Ghurab77@gmail.com
"الثورة"