|
|
|
|
|
التفرغ للبناء والتنمية
بقلم/ كاتب/عبدالواحد ثابت
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين الجمعة 24 أكتوبر-تشرين الأول 2014 06:20 ص
الأحداث والتطورات التي نشهدها حالياً في العالم العربي ومنها الأحداث على المستوى المحلي تجعل المرء يشعر بالغثيان لما يسمعه ويشاهده من قتل ودمار يدفع ثمنها المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة, كل هذه الأحداث هي أساساً من صنعنا وفعلنا قد جعلتنا نخاف من الغد القريب ومن أن العالم العربي مقبل على اللا دولة وهذه حقيقة ماثلة أمامنا ولا يستطيع أحد نكرانها, فكانت البداية لهذه الحقيقة هو ما دار في الصومال من قتل واقتتال ودمار بين أبناء الشعب الواحد والذي استمر وما زال لعقدين من الزمن أحرقت من خلاله الزرع والحرث وانتهت بذلك البنية التحتية وغابت إن لم نقل أزيلت الدولة وعاش الصوماليون يتناحرون والزيوت تُصب لإشعال الحرائق من كل اتجاه من قبل أعداء الصومال لكل مكوناته ودون استثناء وسنعرج من خلال هذه السطور على ليبيا وسوريا والعراق واليمن وما يدور فيها من فظائع وصراعات بين الإخوة الأعداء نحرق أرضنا بأيدينا ونقتل بعضنا بعضاً بأسلحتنا، لا نقبل لبعضنا البعض أي رأي مهما كان سليماً، وأصبحت أرضنا العربية تشبه الغابة التي تملؤها الوحوش الكاسرة، القوي فيها يأكل ويبطش بالضعيف ومن خلال هذا الوضع لا يمكن أن تستقيم حياتنا ولا يمكن لنا العيش بهدوء واستقرار ما لم نعترف بأخطائنا ونقبل بعضنا بعضاً من أن البلد من حق الجميع وملك للجميع قد تقوى فئة على أخرى وتنتصر وتستطيع قهر خصومها وهذا النصر وهذا الاستقواء لن يدوم ثم تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه من عدم استقرار وحروب هنا وهناك ولن تستقيم الحياة ما لم يع ويدرك الجميع أن العيش المشترك وعدم التعالي والاستقواء والقبول بالآخر هو الحل الأمثل من أجل التفرغ لعملية البناء والتنمية والتي هي الغائبة الآن في معظم إن لم نقل في كل وطننا العربي بفعل ما نحن فيه من تقاتل وتناحر وغرور الاستقواء البعيد عن تحكيم العقل والمنطق المؤدي إلى حياة الأمن والأمان والبناء والتنمية، أشعر بالخزي لما آلت إليه أوضاعنا كعرب لم نسمع عنها في أي بلدٍ آخر وأمام هذا ماذا سيقول عنا الآخرون وما قد سمعناه من بعض الغربيين يكفي لأن نستوعب الدرس، فقد قال هؤلاء البعض إن العرب ليسوا جديرين بما يمتلكونه من ثروات لأنهم لا يمكن إلا أن يسخروها للحروب فيما بينهم لقتل بعضهم بعضاً، وهذا هو الواقع الذي نعيشه فمعظم ثروات العرب تُبدد لشراء السلاح إما لتخزينه في المخازن حتى تنتهي صلاحيته وإما لإذكاء الحروب الأهلية أو فيما بين دولهم، لهذا نتمنى على العرب وخصوصاً أولي الأمر منهم ومن لهم نفوذ في صنع السياسات أن يتقوا الله فيما يفعلوه بشعوبهم وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يستهدفوا شعوبهم بالبناء والتنمية وضرب الفساد والتنازل لشعوبهم وأن يتركوا الاستعلاء لأنه المقبرة لكل فعل وطني وإيجابي.
|
|
|
|
|
|
|
|