|
|
|
|
|
حوار الأديان .. مرة أخرى!
بقلم/ كاتب/عباس غالب
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 6 أيام الأربعاء 14 يناير-كانون الثاني 2015 10:47 ص
تجددت الدعوات مرة أخرى بشأن أهمية انعقاد مؤتمر للحوار بين الأديان السماوية مع فارق أن منطلق هذه الدعوات مجدداً يأتي من بعض العواصم الأوروبية وتحديداُ من المانيا وفرنسا إثر الهجوم الإرهابي على بعض المواقع في باريس مؤخراً.
لقد سبق أن وجهت عديد من الشخصيات الإسلامية بضرورة عقد مثل هذه المؤتمرات وبصورة متواصلة من أجل تعزيز القواسم المشتركة وقيم التسامح بين الشعوب وعلى نحو يتجاوز نقاط الاختلاف والتباين بين الديانات، فضلاً عن وضع معالجات جذرية لمختلف المشكلات المرتبطة ببواعث التعصب والتشدد .. وهي بطبيعة الحال ليست مقتصرة على التيارات والمجموعات الإسلامية المتشددة وإنما تشمل مجموعات أخرى في مختلف الديانات والمذاهب.
وفي هذا السياق تأتي دعوة المستشارة الألمانية «إنجيلا ماركل» مجدداً إلىأهمية الأخذ بهذا الخيار وذلك بالنظر إلى أن ثمة من يجتهد وعلى نحو خاطئ داخل المانيا بتمثل صيغ العنف والكراهية ضد الآخر، خاصة بعد تصاعد الأصوات العنصرية ضد مسلمي المانيا الذين اعتبرتهم المستشارة ماركل بأنهم جزء من النسيج الاجتماعي في المانيا.
ولا شك بأن الحوار بين الأديان السماوية سوف يمثل نقطة تحول للتخفيف من خطاب العداء والكراهية الذي يستبد ببعض الجماعات التكفيرية المتشددة وبخاصة في العالمين الإسلامي والعربي والذي تنامت فيهما هذه الظاهرة مؤخراًُ وبشكل خطير.
ولا شك بأن دعوة الرئيس الأمريكي منذ يومين استضافة بلاده لمؤتمر حوار حول الأديان يصب في إطار هذه المجابهة الدولية ضد الإرهاب غير أن تحقيق ذلك مرهون بتوافر الحد الادنى من البحث الجاد والعملي عن حل جذور هذه الظاهرة وتحديداً إيجاد حل لقضايا المنطقة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، وأهمية مساعدته للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس.
لقد بات لزاماً على الأسرة الأممية التهيئة لتفعيل دعوات الحوار بين الأديان وصولاً إلى النتائج المرجوة بأن تكون نتائج هذه الحوارات عامل تخفيف من حدة الاحتقان السائد وامتصاص شأفة الإرهاب .. وبالتالي تجنيب دول العالم مغبة الذهاب في سياقات غير محمودة النتائج.
|
|
|
|
|
|
|
|