بمنتهى البساطة : إيديولوجيا, ومعرفياً لا يمكن استساغة حكاية يساري سني أو يساري شيعي مثلاً، فاليساري من الناحية الوطنية هو صاحب الهوية العليا التي لا يمكن أن تنجرف إلى هوية سفلى ما دون وطنية على الإطلاق.
لكن الفاشيات المذهبية بشقيها لطالما حاولت استغلال اليسار بذرائع شتى، بينما تضمر المغالطات والتخلف والكهنوت لاتخاذه أداة تبريرية لكل ذلك, والثابت أن الاصطفاف الوحيد غير الخاطئ لليسار الوطني الجديد مع هؤلاء - حال إثباتهم الحقيقي لتغير خطابهم باتجاه وطني لاطائفي - يجب أن يكون اصطفافاً وطنياً محضاً، تحديداً في سياق الكفاحات الشعبية الجامعة لتحقيق دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والدمقرطة والتمدن...إلخ، وبالطبع دون أدنى تبرير للقمع والاضطهاد والفساد والتطرف والتغول بأساليب القوة بالضرورة.
ذلك أن تلك التبريرات لا يمكن أن تمت للأخلاق وللسياسة وللإنسانية بصلة مهما كانت الذرائع التكتيكية والاستراتيجية التي يدعو لها البعض. المهم أن بعض الكائنات والكيانات للأسف مازالت تتعمد وبإصرار وسخف فضائحيين ضرب رأسها الطائفي في حائط اليسار، بينما يصعب عليها الفهم بأن المشكلة في الدماغ وليس في الحائط كما يقول المثل الشهير.
fathi_nasr@hotmail.com