هكذا استبدلتُ عنوان اسم السردية الماثلة والناطقة بثقافة عالمة للصديق محمد مهدي حميدة، دونما تخطٍ لمركزية العمَّة الخضراء التي ارتسم اسمها في الغلاف بوصفها «امرأة خضراء»، تمثل الشخصية المركزية في الرواية، بالإضافة إلى المؤلف الذي يتقمَّص دور السارد العليم، مُتحدثاً بضمير الأنا الرائي، ناشراً العديد من الأسماء ذات الصلة بالمرويَّة.
ودونما ترويسة تقليدية للإهداء، نتوقَّف أمام عبارة «إلى صانعي أسمار العرب ولياليهم»، لنعرف كُنه الرسالة التي يتوخَّاها المؤلف من هذه السردية، فأسمار العرب تتَّسع بسعة المعقول اللامعقول في حيواتهم، ولياليهم تعيد إنتاج بؤسها بمتوالية صاعدة لا تتوقف. هنا إشارة لمَّاحة لما يتوخَّاه المؤلف من كامل النص المكتوب، فكل الرسالة موجهة للعرب.
منذ البدايات الأولى في النص السردي توقفت أمام سلسلة من الأرقام السابحة في فضاء التنوُّع المقرون بالحركة، كما لو أنها خوارزميات رياضية تعكس المعنى الكُلّي لدلالات الوجود، فالمعروف حصراً أن كامل الهيئات المرئية والتضاريس الماورائية للصور الغائبة والتحولات الجبْرية في أعيان المُمْكِنات الوجودية.. كل هذه الحقائق تعكسها الأرقام بوصفها الدالة الرمزية للوجود.
ومن هنا أقرأ المعنى الأنطولوجي المُستتِر الذي أراده الكاتب من خلال الإمعان في رقْمَنة القِيَم الحياتية، ضمن إشارات متتالية لنسبية الترقيم في استقراء الحال الوجودي، وعلاقة هذا الترقيم بالحركة طوراً، وبالهيئات المُتجسدة حيناً، وبالزمان والمكان.. بالمعنى الواسع للكلمة.
Omaraziz105@gmail.com