في مسيرتهم النضالية خلال عقد من الزمن, خاضوا فيه 6 حروب مع القوات النظامية في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح, قدّم أنصار الله نموذجاً متميزاً بقدرته على الصمود والنمو والبقاء في صدارة المشهد بصورة مطردة في النمو والتوسّع.
قدّمت الانتفاضة الشعبية المطالبة بتغيير نظام حكم الرئيس صالح في العام 2011م, فرصة سانحة للحركة الحوثية التي ستحمل مع دخولها مؤتمر الحوار الوطني الشامل في مارس 2013م, إسم جماعة أنصار الله للتمدد السياسي والانتشار الجماهيري ابتداءً من العاصمة صنعاء, لكن عجز حكومة الوفاق ومؤتمر الحوار في معالجة القضايا المتصلة بملفي الأزمة في صعدة والجنوب, أدى إلى فراغ سياسي أتاح لأنصار الله فرصة التحرّك المسلّح ابتداءً من صعدة في المواجهة مع الجماعات السلفية في دماج وكتاف.
بعد خروج السلطة الانتقالية من فترتها المحددة بعامين في المبادرة الخليجية, بفبراير 2014م, كان أنصار الله يتحركون على الأرض في مواجهة مسلّحة مع مراكز القوى التقليدية القبلية والعسكرية والسياسية, وفي عمران كان الانتصار العسكري للجماعة سهلاً وفاتحة انطلاق نحو العاصمة التي وصلها مسلحو الجماعة في 21 سبتمبر 2014م, بانتصار أخرج خصومهم من اليمن ومن المعادلة السياسية إلى حين.
في العاصمة, ورغم الإطار المرجعي للعملية السياسية المعروف بـ “اتفاق السلم والشراكة” اقترب أنصار الله من السلطة, اقتراباً باعد بينهم وبين مسيرتهم النضالية, وبصورة أوقعتهم في سلسلة من الأخطاء التي تنامت سريعاً لتبلغ ذروتها مع قرار الجماعة اختطاف مدير مكتب الرئاسة د. أحمد عوض بن مبارك, وما تلا ذلك من تداعيات وصلت بمسلّحي الجماعة إلى دار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي وبالصورة التي جعلت من رئيس الحكومة يقدّم استقالته للرئيس هادي الذي تقدّم بدوره إلى مجلس النواب باستقالته, لتدخل اليمن مرحلة الفراغ الكامل في السلطة والشرعية منذ 22 يناير 2015م.
يواجه أنصار الله منذ ذلك التاريخ أزمة مركّبة من عجز قوتهم على الحسم والسيطرة, وعجز إدارتهم للأزمة على أساس الحوار والتوافق عن الوصول إلى تسوية سياسية, وتكابر الجماعة في إنكار أزمتها الراهنة, مراهنة على الوقت الذي قد يجود لها بفرصة تجاور التأزم الراهن من خلال عجز خصومها ومعارضيها عن إجبار الأنصار على تقديم تنازلات كافية للقبول بتسوية سياسية تحظى بالتوافق والتأييد, ومالم تراجع الجماعة أخطاءها وتعيد حساباتها فإن الرهان على المجهول يبقى وهماً ورجماً بالغيب بلا علم ولا يقين.
albadeel.c@gmail.com