الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الإثنين 23 ديسمبر-كانون الأول 2024آخر تحديث : 05:28 مساءً
الدكتوراه بامتياز للباحث عبده احمدالصياد .... امراة في عدن تقتل زوجها بمساعدة اصدقائها .... اعدام شخص في سيئون دون تنفيذ اخر امنبة له .... كلمات مؤثرة لام فقدت ابنها قتلا علي يداصدقائه في عدن .... وفاة مواطنة روسية في اليمن .... القبض على الدمية القاتلة .... انتحار طفل بالمخاء .... الماجستير بامتيازفي القانون الدولي للباحث مفيد الحالمي .... لمبة كهرباء تتسبب بمقتل شخصين .... اسرة في عتق تٍسال عن طفلها ....
دكتور/د.عمر عبد العزيز
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed دكتور/د.عمر عبد العزيز
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
دكتور/د.عمر عبد العزيز
أسئلة متروكة للقارئ
ماهي الحوثية وكيف بدأت؟
ليتنا نتعلَّم منهم
ثُلاثيات متقابلة
الزمن السرمدي الأمريكي!!
سيناريو الجحيم النّووي
قرن الشيطان
سحرُ الأنثى
ميتافيزيقا من طراز ديمقراطي..!!
المعنى ومعنى المعنى

بحث

  
البيع على وقع أصوات السكاكين
بقلم/ دكتور/د.عمر عبد العزيز
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 9 أيام
الإثنين 13 يناير-كانون الثاني 2014 11:23 ص



مضت سنوات ودمدم البهلول على حاله لا يتغير، وبدأت الحارة تنتشي بالطفولة الجديدة المرحة .. عشرات الأطفال كانوا يولدون كمتوالية طبيعية صاعدة، ينمون ويترعرعون في أرجاء الحارة البحرية المتاخمة لأكوام الرمال الممتدة على مرابع موصولة بغابة تلقائية من أشجار ونباتات متنوعة. كانت الحارة نموذجاً فريداً لمجتمعات انقرضت، فالحياة اليومية تبدأ بأصوات الطيور وتحليقات العصافير، ويمتد النهار ملوناً بأجنحة الفراشات التي كانت تُناجز مشقة الانتقال من ميدان أخضر لآخر، وعند المغيب تصطف النوارس البحرية في أسراب منتظمة وأشكال هندسية بديعة، وهي تغادر إلى المجهول، وبين يوم وآخر كانت تمر قوافل الأغنام والأبقار المعدة للتصدير، وهي باتجاهها نحو المرفأ الوحيد في المدينة. لم تكن الجلبة موصولة بالسيارات أو الطائرات، بل بأشياء الطبيعة الأولى، حيث تتقاطع أصوات الديكة مع نهيق الحمير وصهيل الخيول، وتنبري الحدأة الصيادة في انقضاضاتها الرشيقة مع صوت المؤذن قبيل الصلوات الخمس، وفي يوم من أيام الأسبوع كان جرس الكنيسة الايطالية يصل بوضوح إلى قلب الحارة، وعند الغروب يتعمّد باعة اللحوم الإعلان عن عروضهم الخاصة بالاعتماد على أصوات السكاكين،كان البائع العارض يضرب السكاكين ببعضها بعضاً، فتتجوَّل الأصوات الحادة في باحات المنازل، ويتحرك الرجال صوب الوليمة الرخيصة، عائدين بكميات من اللحوم الطازجة. 
كان دمدم غائباً عن تلك الأحوال، منصرفاً إلى عوالمه الخاصة، تلك التي لم تكن معلومة إلا من قبل سيدة الصمت المديد والفرح الصاعق، تلك السيدة التي تصمت تسعين يوماً، وتتحدث تسعين يوماً.. كانت الوحيدة العليمة بأسرار دمدم وحيواته الخاصة، يزورها في أيام صمتها المديد وهي جالسة عند عتبة المنزل لا تُحدِّث أحداً، ولا ترد على سائل. كان صمتها يزلزل كل ثوابت الحارة ونواميسها، لأن أحداً لم يكن يعرف السبب وراء هذا الصمت الذي يمتد تسعين يوماً فقط، ولقد قالوا إن دمدم هو الوحيد الذي يعرف سر ذلك الصمت الدهري العجيب، كما يعرف لماذا تتحول سيدة الصمت المديد بعد ذلك إلى أجمل متحدثة مُفوهة، وأكثر المتأنقات حيوية في حارة الأسلاف الغامضة. 

Omaraziz105@gmail.com 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
اللعنة التي انتظرت من يستحقها
دكتور/د.عمر عبد العزيز
جدتي التي تُخاطب موتانا
دكتور/د.عمر عبد العزيز
كاتب/جمال حسن
التطرف الديني
كاتب/جمال حسن
كاتب/عباس غالب
أفكار متعددة لقضية واحدة
كاتب/عباس غالب
الاستاذ/خالد الرويشان
أًريدُ أنْ أحتفل . . لكنّ الظلام دامسٌ !
الاستاذ/خالد الرويشان
دكتور/د.عمر عبد العزيز
الجنيَّة ذات الأقدام الحيوانية
دكتور/د.عمر عبد العزيز
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.063 ثانية