الجميع يتغنون بتعز ويصفونها بأجمل الأوصاف ويطلقون عليها أجمل الأسماء.. سندريلا اليمن.. مدينة النجوم.. الحالمة.. الفيحاء.. درة المدن.. وأخيرا أطلق عليها العاصمة الثقافية لليمن، وصدر بذلك قرار جمهوري.. ورغم الجهود التي تبذل من قبل قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ شوقي أحمد هائل لإظهارها بالمظهر اللائق والمشرف الذي يليق بها كعاصمة ثقافية لليمن إلا أنه وللأسف الشديد لايوجد تفاعل حقيقي من قبل أفراد المجتمع، وإن وجد فإنه يقتصر على مجرد فعاليات وأنشطة وقتية يغلب عليها طابع الأقوال وليس الأفعال في الواقع الملموس.. فعلى سبيل المثال لايوجد أي اهتمام بالنظافة التي لاتعد واجباً وطنياً فحسب بل وواجب ديني حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف..فعلى الرغم من أن الجميع كباراً وصغاراً يحفظون الحديث الشريف.. «النظافة من الإيمان».. إلا أن واقع النظافة في مدينة تعز يؤكد أنه لايوجد أدنى شعور بالمسؤولية تجاه النظافة سواء على مستوى الشوارع الرئيسة والفرعية والأحياء والحارات والأسواق وحتى أمام المنازل والمحلات التجارية والمطاعم والبوفيات، فالجميع ـ إلا من رحم ربي ـ يرمون القمائم في أي مكان ولايكلفون أنفسهم وضعها في أماكنها المحددة.. حتى أن الجزر الفاصلة وسط الشوارع أصبحت مكانا لوضع القمامة فيها منذ اندلاع الفوضى الخلاقة عام2011م حيث أصبح منظر القمائم والمخلفات في الأحواض وسط الجزر في الشوارع مشهدا مألوفا يتكرر مع إشراقة شمس كل يوم.
من المؤسف أن الأحواض التي وضعت في جزر الشوارع كي يتم غرس الأشجار والزهور والورود فيها لتستمتع العين بمشاهدتها أصبحت مكاناً لوضع القمائم من قبل أناس فقدوا الإحساس بالجمال والذوق والأخلاق والشعور بالمسؤولية تجاه مدينتهم.
أجزم أن نظافة مدينة تعز وإظهارها بالمظهر الجمالي المشرف مسؤولية مجتمعية، فكل أبناء تعز مسؤولون مسؤولية تضامنية وليس المحافظ وحده من يتحمل المسئولية أو مكتب التحسين والنظافة أو إدارة وموظفو مشروع النظافة هم وحدهم من يتحملون المسؤولية باعتبارهم المعنيين الرئيسيين بالنظافة والتحسين، ولكن جميع أبناء تعز مسؤولون عن نظافة مدينتهم وإظهارها بالمظهر الجمالي المشرف الذي يعكس الحس الحضاري والثقافي والجمالي لساكنيها.
يجب أن يستشعر كل فرد من أبناء تعز مسؤوليتهم تجاه نظافة مدينتهم.. أرباب وربات الأسر في منازلهم ومحيط سكنهم والخطباء والمرشدون في المساجد والمعلمون والمعلمات في المدارس والأساتذة والطلبة الجامعيون والاداريون في الجامعات والموظفون والعمال في مقر أعمالهم وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم والبوفيات أمام محلاتهم وسائقو الحافلات ومختلف وسائل المواصلات في فرزاتهم.. عليهم أن يسهموا إسهاماً فاعلاً في جعل مدينة تعز نظيفة وحضارية.. وتقع على المجالس المحلية بمديريات مدينة تعز الثلاث ـ المظفر والقاهرة وصالة ـ مسئولية كبيرة في تحقيق شعار «تعز مدينة نظيفة وحضارية» وترجمة القرار الجمهوري باعتمادها عاصمة ثقافية لليمن ترجمة واقعية بإظهارها بالمظهر الجميل وذلك بإلزام جميع أصحاب المحلات التجارية المختلفة والبقالات والمطاعم والبوفيات والصيدليات والورش بوضع سلال بلاستيكية خاصة بوضع القمائم فيها، وبحيث يتم وضع أكياس حرارية خاصة بالقمامة داخلها ليسهل على عمال النظافة نقلها الى سيارات ترحيل القمائم بسهولة.. ويتوجب على أعضاء المجالس المحلية كل في دائرته المحلية متابعة مستوى النظافة بشكل يومي ومساعدة موظفي المتابعة في مشروع النظافة برصد المخالفين الذين يرمون القمائم في الأماكن غير المحددة لها ،كما أنه من الضروري جدا إيجاد شرطة خاصة بالنظافة لضبط كل من يخالف برمي القمامة في غير الأماكن المخصصة لها وفرض غرامات مالية على المخالفين