الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2024آخر تحديث : 09:29 صباحاً
انضمام تحالفات جدبدة للمخيم السلمي بابين .... وفاة وإصابة 15 شخصا من أسرة واحدة بحادث مروع بذمار .... افتتاح المرحلة الثالثة لتوسعة مركز الاختبارات الإلكتروني بجامعة صنعاء بتمويل يمن موبايل .... الضريب يتلف محاصيل المزارعين بذمار .... مقتل شاب علي يد ابية طعنا بالسكين في يافع .... وفاة شاب يمني عطشا وهو في طريقه الى السعودية .... 1500ريال سعر الكيلو الموز بعدن .... رجل بقتل شقيقه في الضالع .... اقدام امرأة على الانتحار بلحج تعرف على السبب .... وفاة عامل صرف صحي في عدن ....
كاتب/حسن العديني
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed كاتب/حسن العديني
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
كاتب/حسن العديني
هدف واحد لبرنامج حكومي
هل يُقدِم الحوثي على قفزة في الظلام..؟
فوضى بلا هدى
مزرعة السكاكين
القادمون من المغارات
درس وحدة سوريا ومصر
صفحة في التاريخ تُفتح الآن
صناعة الفوضى
لتتوقف هذه الحرب
لتتوقف هذه الحرب

بحث

  
المكلا عاصمة.. لماذا؟
بقلم/ كاتب/حسن العديني
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر و 27 يوماً
الثلاثاء 25 مارس - آذار 2014 09:37 ص


مع بداية أعمال مؤتمر الحوار الوطني السنة الماضية كتبت في هذه الزاوية مقترحاً نقل العاصمة إلى المكلا، وأبديت من الأسباب والدواعي ما أظن أنها تستحق المناقشة وما أعتقد أنها جديرة بالدراسة والتأمل. وللأسف لم يسترعِ الموضوع انتباه أهل الحكم أو أياً من رجال السياسة، وبالمثل فإن الصحافة لم تعر الاهتمام الواجب. 
الآن وبعد أن أنتهى مؤتمر الحوار وغدت صنعاء على مرمى نيران الخارجين من مغارات التاريخ وكهوفه، أعيد إحياء المقترح بقناعة أكيدة أن هذا يتساوى في الأهمية مع الانتقال بالدولة من شكلها البسيط إلى المركب. 
وأقول، قبل إعادة تأكيد الأسباب، أن صنعاء هي مدينتي فقد قضيت فيها قرابة نصف العمر وما يتجاوز ثلاثة أضعاف فترة الدراسة حتى الانتهاء من الثانوية العامة. وخلال هذا الوجود الطويل ربطتني بصنعاء حميمية جعلت الغياب عنها نوعاً من الغربة شديد الوطأة على النفس، وفوق ذلك فهي مدينة أولادي، والأحفاد لا يعرفون غيرها من المدن اليمنية سوى ما ينزلونها زواراً أو ضيوفاً على الأهل. 
لكن الحميمية الشخصية لا تعفي من الاعتراف أن مقومات العاصمة لا تتوفر في هذه المدينة الخانقة والمخنوقة في الآن نفسه. 
إن صنعاء مدينة خانقة لا ماء فيها ولا أوكسجين ولا مدى من الخضرة والماء أو من الصحراء، حيث الفضاء الفسيح يولّد سكينة وهدوء بال وسلامة في التفكير تنعكس بالتأكيد على تصرفات الناس وقراراتهم. ولست أتجنى على الطبيعة وعلى الحقيقة إن قلت بأن جزءاً من ارتباك القرار السياسي في اليمن مرده الاختناق والكآبة المسيطران على أصحاب السلطة، ولا مراء بعد ذلك أن تكون الجهامة والانفعال باديين في القرارات والتصرفات الحكومية. 
إن صنعاء الخانقة هي صنعاء المخنوقة، فالمدينة مطوقة بالجبال والقبائل، والجبال سوداء كالحة، بينما القبائل لم تزل تتنفس ثقافة ما قبل الدولة. وليس هذا ذا صلة بالجينات البشرية في أي حال، وإنما هي قسوة الطبيعة والميراث السيئ للأئمة. فعلى طول حكمهم الذي امتد مئات السنين، مع عهود انقطاع، لم يؤسس الأئمة سلطانهم على جهاز إداري وجيش نظامي وقضاء راسخ، فحكموا البلاد بواسطة رؤساء القبائل والعشائر، واستخدموا أبناءها كمقاتلين غير نظاميين يستدعون عند الحاجة لقاء إتاوات مؤقتة ورخصة بالاستيلاء على الأموال والممتلكات في المناطق المهزومة. وعبر تاريخهم تعدد طالبو البيعة واقتسموا البلاد في ممالك متحاربة، وكان رجال القبائل وقود حروبهم والمتعيشين من حطبها في نفس الوقت. 
ربما تفوقت عدن بأي مفاضلة لتفوز بأحقية أن تكون عاصمة اليمن بلا منازع، فليس بين المدائن في هذه البلاد من تضاهيها سحراً وحميمية وموقعاً، لكن هناك ضرورات ترجح كفة المكلا، وأولها أن حضرموت تجلس على أكبر مخزون مائي في اليمن، وكذلك لأن في حضرموت شعوراً بالخصوصية وميلاً إلى التفرد، تعززهما رغبات وأهواء خارجية في شدها إلى درجة الانسلاخ عن جسد الوطن الواحد. والمكلا تطل على البحر وتسترخي في حضن الصحراء وكلاهما يشعل ذكاء العقل والروح، وعلى جنباتها ومن خلفها مساحات للتمدد يمكن تخطيط عاصمة حديثة ونموذجية عليها. 
فوق هذا لا ضير من الاعتراف أن في حضرموت مجتمعاً مدنياً توارث الاشتغال بالتجارة، وهي نشاط اقتصادي يمثل مفصلاً مهماً في التطور والانتقال الحضاري من المجتمعات الزراعية التي شكلت هي الأخرى تطوراً عن مراحل الاصطياد والرعي. وإحدى ميزات المجتمعات التجارية هي الأمانة، باعتبارها الرأسمال الإنساني للتاجر. وإن كانت التجارة قد تغذت من الوحشية المفرطة لرجال الصناعة في اوروبا القرن الثامن عشر، ذلك التوحش الذي طغى على مجمل الأنشطة الاقتصادية في العصور الحديثة. غير أن الأمانة ظلت قيمة لدى الحضارم على اختلاف الأعمال التي يمارسونها. ولقد تنتقل عدوى هذه القيمة النادرة بل المفقودة في حياتنا العامة الآن إلى المستويات العليا في الدولة الجديدة المنشودة. 
في سيكولوجية الحضارم ما يدل على استعداد فطري لاستيعاب الجديد مع نزعة محافظة تتمسك بالقيم والعادات الأصيلة، وتكفي ملاحظة أنهم يقاومون القات ببسالة فائقة، وفي ممارستهم للتجارة والصناعة والخدمات الاقتصادية الأخرى، ومع انتشارهم في كافة بلدان الأرض فإنه لم يسجل عى أي منهم أنه أقام ثروته من نشاط مشبوه، وليس فيهم من يشتغل في تجارة السلاح أو المخدرات ولا من ينشئ المراقص والكباريهات رغم ولعهم بالفنون، ذلك الولع المسوج بالاحتشام، المترفع عن التهتك. 
لا أريد أن ياخذني الإعجاب بأمانة واستقامة المجتمع الحضرمي إلى غير ما أردت من الحديث، وهو يتعلق بضرورة نقل العاصمة من صنعاء. وقد أشرت إلى أنها في مرمى الخارجين من المغارات والكهوف. وإنما قصدت بالأولين المتطلعين إلى إعادة إحياء الأمامة من رقادها، يقابلهم أهل الكهف من جماعة الأخوان المسلمين، وكل منهم يدعي حقاً إلاهياً في حكم البشر. ينطلق الأولون من أسطورة عراقة الدم والانتساب للمرأة التي سماها الرسول في حكم السارق “والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” والمعنى واضح في أن الرسول يرى في إبنته واحداً من الناس لا يمتاز عليهم في شيء. وينطلق الآخرون من فكرة إنقاذ الناس من الضلالات بالعودة إلى سيرة السلف الصالح، وداخل الجماعتين ظلال لله كثيرة، منهم من أعلن نفسه ومنهم من يترقب. 
وفي تاريخ الأئمة ما يدل على تنازع الملك وفي سيرة الجماعات الإسلامية ما يؤكد الحال، إذ رأيناهم يقتتلون في أفغانستان ويختصمون في السودان إلى ما نشاهد الآن في سوريا والعراق وليبيا. 
ولئن ظهر أن الكفة العسكرية مالت مع الحوثيين فليس في ذلك دلالة تقبل الإخوان للهزيمة. والبادي من المكون أن اقتراب خصمهم من العاصمة يوافق تكتيكهم الجديد بعد هزائم مهينة لحقتهم في الأشهر الماضية. ويبدو أنهم ينتظرون حرباً يضطر لها الجيش يحتفظون خلالها بقواهم ليدخلوها في مرحلتها النهائية كطرف فائز. 
على الناحية الأخرى تعتقد جماعة الحوثي أنها بالتقدم والانسحاب تخلق حالة من المبالغة في تقدير القوة تتيح لها استمالة المزيد من رجال القبائل مع إحداث هلع عند خصومهم وبين الناس تؤدي إلى تقبل ما سيكون أمراً واقعاً. 
ولا أعتقد ان الامر سيمضي على هذا النحو المصنوع من الأوهام، وإذا تحركت الأحداث على المجرى فإنها الحرب الأهلية لا محالة. والأمر بيد الدولة فما زالت تمتلك القوة للحفاظ على تماسك ووحدة البلد. 
واعتقد ان الخطوة الأولى تتمثل في اقناع الاصلاح بتفكيك ميليشياته وتسليم اسلحته، وحيث تطلب قياداته من الدولة ايقاف زحف الحوثيين عليه ان يساعد ويسقط المبررات والدعاوى. ولا شك ان جماعة الحوثي سوف تنكر وتواصل اطلاق التهم لكن الحقائق تجحظ الاكاذيب دائماً. والمهم انه بهذا تتأكد مشروعية تصرف الدولة في قمع جماعة وحيدة تتحدى النظام وتحمل السلاح. 
وبعد ذلك يبقى التفكير بنقل العاصمة أمراً ضرورياً ليس تخوفاً من خطر قائم معرضاً للهزيمة بالتأكيد بل تحسباً للمستقبل بمخاطر فيه محتملة وتحديات للتنمية هائلة. 
لم يسجل عن أي منهم أنه أقام ثروته من نشاط مشبوه، وليس فيهم من يشتغل في تجارة السلاح أو المخدرات ولا من ينشئ المراقص والكباريهات رغم ولعهم بالفنون، ذلك الولع المسوج بالاحتشام، المترفع عن التهتك. 
لا أريد أن يأخذني الإعجاب بأمانة واستقامة المجتمع الحضرمي إلى غير ما أردت من الحديث، وهو يتعلق بضرورة نقل العاصمة من صنعاء، وقد أشرت إلى أنها في مرمى الخارجين من المغارات والكهوف، وإنما قصدت بالأولين المتطلعين إلى إعادة إحياء الأمامة من رقادها، يقابلهم أهل الكهف من جماعة الإخوان المسلمين، وكل منهم يدعي حقاً إلهياً في حكم البشر. ينطلق الأولون من أسطورة عراقة الدم والانتساب للمرأة التي سماها الرسول في حكم السارق “والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” والمعنى واضح في أن الرسول يرى في ابنته واحداً من الناس لا يمتاز عليهم في شيء. وينطلق الآخرون من فكرة إنقاذ الناس من الضلالات بالعودة إلى سيرة السلف الصالح، وداخل الجماعتين ظلال لله كثيرة، منهم من أعلن نفسه ومنهم من يترقب. 
وفي تاريخ الأئمة ما يدل على تنازع الملك وفي سيرة الجماعات الإسلامية ما يؤكد الحال، إذ رأيناهم يقتتلون في أفغانستان ويختصمون في السودان إلى ما نشاهد الآن في سوريا والعراق وليبيا. 
ولئن ظهر أن الكفة العسكرية مالت مع الحوثيين فليس في ذلك دلالة تقبل الإخوان للهزيمة، والبادي من المكون أن اقتراب خصمهم من العاصمة يوافق تكتيكهم الجديد بعد هزائم مهينة لحقتهم في الأشهر الماضية، ويبدو أنهم ينتظرون حرباً يضطر لها الجيش يحتفظون خلالها بقواهم ليدخلوها في مرحلتها النهائية كطرف فائز. 
على الناحية الأخرى تعتقد جماعة الحوثي أنها بالتقدم والانسحاب تخلق حالة من المبالغة في تقدير القوة تتيح لها استمالة المزيد من رجال القبائل مع إحداث هلع عند خصومهم وبين الناس تؤدي إلى تقبل ما سيكون أمراً واقعاً. 
ولا أعتقد أن الأمر سيمضي على هذا النحو المصنوع من الأوهام، وإذا تحركت الأحداث على المجرى فإنها الحرب الأهلية لا محالة، والأمر بيد الدولة فما زالت تمتلك القوة للحفاظ على تماسك ووحدة البلد. 
واعتقد أن الخطوة الأولى تتمثل في اقناع الإصلاح الذي تطلب قياداته من الدولة إيقاف زحف الحوثيين عليه أن يساعد ويسقط المبررات والدعاوى.. ولا شك أن جماعة الحوثي سوف تنكر وتواصل اطلاق التهم، لكن الحقائق تجحظ الاكاذيب دائماً. والمهم انه بهذا تتأكد مشروعية تصرف الدولة في قمع جماعة وحيدة تتحدى النظام وتحمل السلاح. 
وبعد ذلك يبقى التفكير بنقل العاصمة أمراً ضرورياً ليس تخوفاً من خطر قائم معرضاً للهزيمة بالتأكيد، بل تحسباً للمستقبل بمخاطر فيه محتملة وتحديات للتنمية هائلة. 
تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
كاتب/عباس غالب
هيستيريا الزار والوجه الآخر للواقع!
كاتب/عباس غالب
دكتور/د.عمر عبد العزيز
الدولة الخاطفة..!
دكتور/د.عمر عبد العزيز
كاتب/حسين العواضي
ولن يفلتوا من العقاب!!
كاتب/حسين العواضي
دعوا الرئيس.. واكتفوا بالإمامة
كاتب/محمد عبده سفيان
اصطفاف وطني لتنفيذ مخرجات الحوار
كاتب/محمد عبده سفيان
دكتور/د.عمر عبد العزيز
طاقية الإخفاء
دكتور/د.عمر عبد العزيز
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.057 ثانية