يرتبط أداء الجامعة العربية بالدول الأعضاء، ذلك أن الجامعة العربية ليست في نهاية المطاف سوى تعبير آخر عن حال النظام العربي، تتلقّى منه الإخفاقات، كما النجاحات إن وجدت، لذلك لا بد من قراءة الأصل قبل الصورة، واستيعاب أن أداء الجامعة العربية لن يرتقي في ظل تردي الأوضاع العربية والتي يتحمّل مسؤوليتها النظام العربي بطيوف ألوانه. وإذا انتقلنا إلى القمم العربية سنجد أنها تعبير فولكلوري آخر عن ذات النظام الذي شاءت قياداته ونخبه الإقامة في ما تعوّدت عليه، وإدارة الظهر لاستحقاقات المستقبل .
القمم العربية ظاهرة كرنفالية مُحزنة، لأنها لا تكاد تصل إلى قرارات رشيدة حتى يتم وأدها ولم يجف مدادها بعض. أقول هذا الكلام من موقع الرائي المتابع الذي يستشعر فداحة ما وصلنا إليه، وكيف أننا نعيد إنتاج مرابع «بني عبس» الأولى بصورة تستطرد على أدوات العصر فيما تتحدى مضامينه، فالقبائلية التاريخية الأكثر قتامة تتجلّى في العلاقات بين البلدان العربية، وهو أمر لا يمكن أن تخفيه الابتسامات البروتوكولية الصفراء، والمكايدات السياسية المتخلّفة، والتي إن دلّت على شيء فإنما تدل على حالة «السيكوباتزم» الجماعي الذي وصلت إليه القشرة السياسية الحاكمة في البلدان العربية .
هذا هو حال الأمة .. ارتيابات متبادلة، واسترخاء في عقلية المراعي ، واستبدال لأسباب القوة بضعف هيكلي شاخص .
النظام العربي هو المعوق الأساسي لعمل الجامعة العربية، فالشاهد أن الجامعة العربية ليست إلا مؤسسة «براءة ذمة» وتمثيلاً ميكانيكياً للدول العربية التي تتشارك في هذا المحفل العربي الخاوي على عروشه.
لقد شاءت الأقدار أن أستعين يوماً بمكتبة الجامعة العربية وأنا بصدد التحضير لرسالة الدكتوراه حول قابليات التكامل الاقتصادي العربي، وقد ذهبت إلى القاهرة خصيصاً لهذا الغرض، وصُعقت حالما دخلت إلى تلك المكتبة الفقيرة الأقل شأناً من أي إرشيف في أي وزارة خارجية عربية.
Omaraziz105@gmail.com