سـارعـت وزارتا الصحة والتربية الأسبوع المنصــرم إلى إصـدار البيـانـات وتدبيج رسائل التوضيح بشـأن التوعية المتأخرة بفاعلية دواء معالجة “الديدان” لدى الصغار في مدارس أمانة العاصمة ومحافظة عدن، وهذا في حـد ذاته عقاب للخطأ الذي ارتكبته هاتان الوزارتان والمؤسسات التابعة لهما في عدم التعريف المسبق بفاعلية هذا الدواء وخـلوه من أية أعراض جانبية كما اشارت إلى ذلك بعض الإشاعات التي أثارت زوبعة واسعة بين اوساط المواطنين ، خاصة وأن هذه الوصفة الدوائية لم تغط كافة محافظات الجمهورية.
لقد استكثر هؤلاء المسؤولون تنظيم حملات توعوية مكثفة كما كانت تعتمدها سابقاً عند التلقيح ضد أية أوبئة والتي كانت تجند فيها ميزانيات كبيرة للتهيئة والتحضير قبل إجراءات التنفيذ.
ومع الأسف الشديد فإن مثل هذه الأخطاء التي وقعت فيها وزارتا الصحة والتربية تتكرر في أكثر من جهة حكومية و غير حكومية و تبـوء تلك الحملات بالفشل الذريع بالنظر إلى عدم اعتمادها خطط التوعية المسبقة .. قلت أن هذا يحدث – مع الأسف الشديد - في الوقت الذي نرى فيه القطاع الخاص وبعض البيوتات التجارية يقيمون الدنيا ولا يقعدونها في الإعلانات والترويج لبضاعة قد تكون فاسدة، إذ يصمون آذاننا ليل نهار عن هذه السلع والمنتجات حتى ينجحون في إقناع المستهلك اقتنائها وعلى عينك يا تاجر – كما يقال - .
وعلى الرغم من حملة التوعية المتأخرة جداً لوزارتي الصحة والتربية للتعريف بأهمية وضرورة هذا العلاج إلاّ أنها لم تأت بثمارها كاملة، خاصة بعد أن أخذت الإشاعة بعدم فاعلية هذا الدواء وأضراره الجانبية تسري في أذهان البسطـاء من أولياء الأمور كالنار في الهشيم .. وهو ما يستدعي من المسؤولين مستقبلاً أخــذ ذلك بعين الاهتمام وهم يخططون لتنفيذ أي حملات مجتمعية، سواءً في وزارة الصحة أو في غيرها من الجهات أو المؤسسات.
إن الخطأ الذي وقعت فيه وزارتا الصحة والتربية والنتائج السلبية التي آلت إليـها هذه الحملة بين أوساط الطلبة المستهدفين هي بمثابة درس لباقي الجهات والمؤسسات في ضرورة الأخذ بمجموعة العوامل التي تكون سبباً إيجابياً في نجاح خططها وبرامجها وفي مختلف الاتجاهات حتى تتلافى الوقوع في مثل تلك الأخطاء ولكي لا تحصد الخيبات في نهاية المطاف!