الأدهى في تصرّفات فوفو يتمثّل في تلك التشبيكات الافتراضية التي يصوغها بلغة السيناريو السينمائي، ليجعل المحيطين به ينفّذونها دون شعور منهم، حتى إنه يستحق مكانة خاصة في موسوعة «جينس»، فسيناريوهاته الافتراضية الذهنية يعتمد لها ممثلين لا يعرفون ما يفعلون وينساقون وراء مخططاته المريبة، ويكتشفون بعد حين أنهم إنما كانوا أدواتٍ طيِّعةً في يده التي لا ترحم، ولا تعترف بالقيم والأخلاقيات المتعارضة مع نزعته البراغماتية النفعية المباشرة، ولهذا السبب بالذات كان يتقمَّص دور الثعلب الناسك؛ يؤدّي الصلوات في أوقاتها، ويصوم رمضان بطريقة أرثوذوكسية، ويحرص على أداء العمرة والحج بمنطق البهائيين المفتوحين على ما يتجاوز الظاهر، لا تفارقه سجادة صلاته المخملية التي يتعمَّد فرشها أمام الناس، خاصة الذين يزورونه في بيته لأول مرة..!!.
انخطافُه المسحور بسينما الإيطاليين "فلليني وفيسكوني وبازوليني" ساعده كثيراً على نسج أحابيله السينمائية الواقعية، حتى إنه تزوّج مرة دون علم أحد، وأقحم العديدين في مشروعه البراغماتي الجهنمي دون دراية منهم، وكأنهم مُمغنطون، وابتزَّ مشاعر الضحية الفتيِّة ليكتشف الجميع بعد حين أنه أوقعهم في أدوار سينمائية افتراضية واقعية إلى حدَّ الألم، وليقهقه هو من مكانه النائي ليعلن نصراً مجانياً عليهم جميعاً..!!.
Omaraziz105@gmail.com