تتردد هذه الكلمة ذات المدلول الشعبي في عديد المناطق اليمنية .. وتذهب هذه الكلمة كمثال يضرب على بعض الأفراد والمجموعات التي لا يهمها من أمر الآخر أو الجماعة شيء ، بل وتعمل على تجاهل ما يحدث حولها رغم أهميته أحياناً وذلك بادعاء عدم الاكتراث أو أن ما يجري لا يعنيها رغم أنه قد يلامس أحياناً حياتهم وحياة المجتمع .
وللتبسيط أكثر لمثل تلك الحالات فإنها حاضرة بين ظهرانينا، تتحرك وتتنسم وتأكل وتشرب وتنام قريرة العين ، مع أن واقع الحال في المجتمع لا يسر عدواً ولا حبيب ويتطلب من الجميع تغيير هذا الـواقع الرديء بالقول والعمل.
أنت ترى أنموذج «المدعمم» أحياناً في مواقع قيادة العمل الإداري والإنتاجي ، لا يحرك ساكناً حتى وإن أدت بعض الأخطاء في مؤسساتهم إلى إلحاق الأذى بموظفيهم وما تمتلكه تلك المؤسسات من أصول ونحوه ، بل وأحياناً يدعي «المدعممون» عدم مبالاتهم ومسؤولياتهم عن كل الخراب الذي يجري حولهم !
وهناك – مع الأسف الشديد – النخب السياسية والفكرية التي تدعي التصاقها بهموم الناس لا تقف وقـفـة جـادة مع خيارات فئات المجتمع وهي تقف صفاً واحداً ضد ظواهر الإرهاب ، بل إن بعض هذه القوى تشكك أحياناً في الأدوار البطولية والتضحيات الجسيمة التي يجترحها أبناء القوات المسلحة والأمن وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة ضد تلك المجاميع الإرهابية التي تقف حجر عثرة أمام تطور الوطن .
والمدعممون كثر منهم .. أولئك الذين يتعاملون بسلبية وعدم مبالاة تجاه مظاهر الانفلات في الشارع وتفشي السلبيات ما كبر منها وما صغر دون إحساس بالمسؤوليات التي تقتضيها مواقعهم التي يشغلونها في مجابهة تلك الظواهر السلبية !
حديث «الدعممة» يشمل التفلت في القيم الأسرية والمجتمعية واتساع العشوائية وشيوع عادات غير حميدة وتترسخ خلالها ثقافة «وأنا مالي» بين مجمل تلك الأوساط ، فضلاً عن غياب القدوة أمام الاجيال التي كانت في الماضي يضرب بها المثل الأعلى في حسن الخلق والمسـلك والجلد في مجابهة المشاكل و التحديات وتقديم دروس الإيثار عندما تتطلب حاجة الآخر إلى تقديم العون والمساعدة .
لقد اختفت تلك القيم الرائعة وأستبدلها البعض بالسلبية القاتلة التي تؤثر على مسؤولية الفرد وتكاملية الأداء المجتمعي في الإصلاح و التغيير .. ومن ثم التأسيس لبناء الشخصية الوطنية المسؤولة نفساً وخلقاً وتكويناً وعلى النحو الذي يتخطى فلسفة «الدعممة» السائدة التي ألقت بظلالها السلبية على مختلف أوجه حياة اليمنيين .
***
وبمناسبة الحديث عن «الدعممة» ، أدعو القارئ الكريم الاّ يكتفي بالقهقهة وهو يتابع هذه الأحرف قائلاً في سره :
- وأنا مالي .. فتلك هي «الدعممة» بعينها !!