إذا ما استثنينا وزارتي الدفاع والداخلية التي أثبتت قيادتاهما خلال الفترة الماضية القدرة على مكافحة الإرهاب والجريمة فإن الحقائب الوزارية الجديدة تعتبر بمثابة تغيير وزاري شامل (من حيث المضمون وليس في إطار الشكل فضلاً عن استحداث منصبي نائبين لرئيس الوزراء وهما الموقعان اللذان أُسندا إلى شخصيتين تتمتعان بالكفاءة والاقتدار وهما الأخ الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي احتفظ بحقيبة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والأخ المهندس عبدالله محسن الأكوع الذي أُسندت إليه كذلك حقيبة وزارة الكهرباء.
المهم من كـل ذلك إن الوزارات التي تم تغييرها في إطار حكـومة الـوفاق الوطني تمثّل حقائب على جانب كبير من الأهمية، سـواءً النفط أو المالية أو الكهرباء أو الخارجية والإعلام، خاصة وأن اليمنيين بحاجة ماسة خلال الفترة المقبلة إلى أداء متميّز في هذه القطاعات بالنظر إلى أهميتها البالغة في ظروف استثنائية.
و إذا مـا تحدثنا عن عصب الحياة وهي المالية التي كُلّف بحمل هذه المهمة الأخ العزيز محمد منصور زمام وهو أحد الكفاءات المقتدرة تأهيلاً و إخلاصاً والذي سوف يواجه تراكمات مثقلة ومسؤوليات كبيرة على صعيد تحفيز الموارد المالية و تفعيل الإيرادات الحكومية المختلفة، فضلاً عن تقليص الإنفاق وتنظيم أوجه الصرف.. وهو ما يتطلّب من الوزير الجديد مضاعفة الجهد من أجل تحقيق تلك التطلعات خاصة فيما يتعلّق بحشد الايرادات للخزينة العامـة.
وإذا ما انتقلنا إلى حقيبة النفط التي بات يشغلها أحد أبناء هذا القطاع وهو الأخ أحمد عبدالقادر شائع، حيث تتطلّب هذه الحقيبة – هي الأخرى – قدراً كبيراً من المسؤولية والحنكة في التعامل مع مستجدات الاختناقات الراهنة في المشتقات النفطية والغاز برؤية علمية تستفيد من الإمكانات المتاحة.. وتعمل – في نفس الوقت – على توسيع قاعدة الاستكشافات النفطية والغازية الواعدة في محافظات الجمهورية، إذ تستدعي حالة الاختناقات الراهنة في هذه المشتقات وضع رؤية متكاملة، لا تقتصر على وزير النفط فقط وإنما تتطلب دعماً في إطار منظومة العمل الحكومي بصورة عامة.
وقس على نفس هذه الأهمية الحقيبة التي بات الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.. وهي حقيبة الكهرباء التي يرتبط أداؤها بتوفير مادة النفط والديزل وشيوع حـالة الأمن والاستقـرار.. و لعلّي على ثقة من إمكانات الوزير المخضرم عبدالله محسن الأكوع في القدرة على انتشال الوضعية الراهنة لهذا القطاع الحيوي الذي وصلت خدماته إلى مستوى الصفر ومعرفته التراكمية في البحث عن البدائل الممكنة بحكم خبرته واتصالاته بل أن كل ذلك لا يتأتّى إلا بشرط و ضرورة دعمه من قبل حكومة الوفاق.
..غداً حلقة أخيرة.