أستذكر بعض الحقائق بمناسبة هذا اليوم الذي نتوفَّر فيه على قابليات غير مسبوقة في إنجاز بنية تحتية متقدمة في زمن قياسي، وأذكر مثلاً هاماً في مدينة دبي، حيث تم إنجاز المترو خلال ثلاث سنوات فقط، وهو مستمر الآن في إضافة خطوط جديدية. قد يتحجج البعض بالتمويل متناسياً أو غير مدرك بأن المال يتوفر إذا تأمَّنت بيئة الاستثمار والحصانة القانونية المقرونة بالشفافية الإدارية، كما أنه يتوفَّر إذا تمَّ إشراك المواطنين في إصلاح دنياهم، ولا يمكن لهذا الحضور المُشارك أن يتحقق خارج بيئة النظام والقانون وهيبة الدولة .. وهذه بجملتها تشكل المقدمات الحاسمة لقرارات الدول الكبرى والشركات العابرة للقارات، وكبار المستثمرين في العالم، ممن يحددون مناطق العمل، وينطلقون صوب آفاق تتجاوز المكان المحدد لتشمل أقاليم بكاملها، بل العالم بأسره.
أذكر بهذه المناسبة واقعة أُخرى تستحق الاستعادة، فقد كنت ولفيف من الإعلاميين في زيارة لليابان في عام 1997م، بدعوة من شركة (سوني) العالمية المتخصصة في إنتاج الوسائط السمعية البصرية، بل الأكثر شهرة ونجاحاً في هذا الميدان، وفي لقاء لنا مع المدير العام للشركة الكبرى سألته عن الخيارات والبدائل الجديدة أمام سوني لجهة تجارة الترانزيت لمنتجاتها الكثيرة، وهل من المحتمل أن تعمل سوني على خط المشاريع المعلنة لمناطق حرة إقليمية جديدة خارج دبي ؟
كان رد المدير العام على النحو التالي : لا نفكر خلال العقدين القادمين في استبدال دبي بأي منطقة أخرى، والسبب أن دبي توفر لنا بيئة قانونية وإدارية مثالية، بالإضافة لبنية تحتية متكاملة.
Omaraziz105@gmail.com