كل موهوب يشتهر بالضرورة إلا ماندر . وهنالك من يتركون آثاراً لا يعرفها الناس إلا بعد حين من الدهر، فينالون مكانة رفيعة في تاريخ الأدب والفن، وهنالك من يأخذون حقهم وحقوق غيرهم وخاصة في زمن الوسائط المتعددة وتوزيع الأوهام.
الموهوب يفيض بما لديه .. والناقد الحصيف هو الذي يلتقط الإشارة لا العبارة.
يقول محمد بن عبدالجبار النفري : من لايدرك إشاراتنا لا تسعفه عباراتنا.
لذلك فإن الناقد المتوهج هو ذلك الذي يقرأ النص بالذائقة التي تتمثل قيماً معرفية سابقة على العمل المقروء.. أي ذلك الذي يتقرّى النص ولايقرأه .. يتمثّله ولا يحاكمه.. يتمازج معه ولا يقف موقف النابش الباحث عن المثالب أو المحاسن وبالمعنى الميكانيكي للكلمة . هذا هو الفرق بين النقد التقليدي وبين الرؤية الجمالية الشاملة التي تستأنس بعلمي جمال الشكل والمضمون معاً.. كل موهوب مبدع يعرف بضاعته.. غير أن النرجسية سلاح ذو حدين، فإمّا أن ترتفع بالمبدع وإمّا أن تبطحه أرضاً.. والحال، فإن التلقي أمر مركّب ومعقد جداً مما لا يتسع الحديث له في هذه العجالة.
Omaraziz105@gmail.com