نسينا أن باقي فيه عيد اسمه العيد الكبير ، ونسينا شيئاً كنا نتكلم عليه زمان اسمه خروف العيد وأصبح لسان حال الخروف " ضحوا ببلادكم لاتضحوا بي ".
ليس فقط بسبب أحمد غراب -
نسينا أن باقي فيه عيد اسمه العيد الكبير ، ونسينا شيئاً كنا نتكلم عليه زمان اسمه خروف العيد وأصبح لسان حال الخروف " ضحوا ببلادكم لاتضحوا بي ".
ليس فقط بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن ولكن بسبب الصراعات التي تخنق الناس وتجعلهم في حالة غير الحالة يالله المواطن هذه الأيام يوفر النصف دجاج وكثر الله خيره.
حصريا لكل مواطن: هريش مع مرق مع كيلو لحمة غنمي مجانا.لماذا لا يكون هناك يوم وطني لـ"اللحمة"، يستعيد المواطنون فيه ذكرياتهم مع الغنمي والبقري والحنيذ والمندي والمظبي والكبسة...؟!
المواطنون لم يعودوا يتذكرون حاجة اسمها "اللحمة"، ولو سوينا استبيانا ووزعناه على الشعب: "ما هي اللحمة؟"، لطلب نصف المبحوثين اختيارات: "اللحمة هي: ربع دجاج، مرقة، سحاوق مع زبادي...".
والنصف الآخر من المواطنين الذين سيجري عليهم الاستبيان سيطلبون الاستعانة بمسؤول.
يوم وطني تجد فيه الناس كلهم شابعين يتصافحون في صباح من المرق الشهي وكل واحد يسلم على الثاني ويقول له: "لحمة مباركة"، فيرد عليه: "أدامها الله علينا وعليكم، وجنبنا وإياكم شر الكوليسترول".
يوم يتناول فيه المواطنون اللحمة اللذيذة التي طالما كانت حصرية على الكروش المتلتلة للمسؤولين، فنجد المواطن وهو يقول لأخيه المواطن: "شبر في اللحمة ولا ذراع في الكروش"، فيرد عليه: "إن رخصت اللحمة رخصت الكروش".
في هذا اليوم العظيم سنملأ بطوننا بالطيبات، ولن نشاهد القطط السمان ونتساءل: أين اللحم؟ ولن يقول لنا المسؤولون: إذا فاتكم اللحم فاشربوا من المرقة"، ولن يقول لنا الدكاترة: "اللحمة مضرة بالصحة"، ولن يقول لنا المتهبشون: "خلونا نموت باللحمة وانتم عيشوا بالفول".
نسينا كبسة اللحمة، وأصبح لدينا كبسات من نوع آخر.
اليوم على شان المواطن يدخل المطعم ويطلب لحمة لازم يقوي قلبه، ولهذا تجد المواطن منا يدخل المطعم وينادي الجرسون ويقوله: "لح.. لح.. لح.. لح.. لححح..."، فيهتف فيه الجرسون غاضبا: "أنت مسؤول والا مواطن؟!".
فيرد عليه: "مواطن يمني شريف".
فيهتف فيه غاضبا: "اللحمة تشتي قلب"!
يخرج المواطن من المطعم وهو يشعر بالإهانة، فهو عاجز عن طلب صحن لحمة، بل إنه غير قادر على نطق كلمة "لحمة"، ولهذا تجده فوق الباص يردد بينه وبين نفسه: "لحمة.. لحمة.. لحمة...".
ثم يقوي قلبه ويدخل المطعم وينادي الجرسون بصوت عال: "أشتي لحمة!".
فيهتف الجرسون: "أيش قلت؟ ما سمعتش!".
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين