تداعت الأيام بالنظام السابق اللاحق، وبدت الحروب الستّ التي شنّها النظام ضد الحوثيين حروباً ظالمة، لكونها بدأت بالخيار العسكري المجرّد، ولم تُحرك الأدوات السياسية المتاحة للحل، كما أن تلك الحروب كانت ظالمة بحق الشعب لأنها تعمَّدت إقحام القوات المسلّحة في ماراثون تصفوي لأهداف مريبة، وهو الأمر الذي أدَّى في نهاية المطاف إلى انشقاق غير معلن بين علي عبدالله صالح ورئيس الدولة آنئذٍ، وعلي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرّع في نفس الوقت؛ والمعروف أن العَليِّين كانا شقيقي تاريخ مشترك ومسيرة واحدة وتناغم كامل في الرؤى والممارسات، لكنهما افترقا على إيقاع حروب صعدة الستّ، بالترافق مع نوايا الرئيس صالح في توريث ابنه، على غرار مجموعة من الجمهوريات الاتوقراطية العربية التي بدأت تُمهّد لما جرى في سوريا قبل ذلك.
لم يكن سرّاً إذاً أن صالح اليمن، ومبارك مصر، ومعمّر ليبيا، كانوا يحضّرون للتوريث، رغماً عن الجمهوريات المعلنة ومرجعياتها المعلّقة في دولاب التاريخ البائس للحاكمية الفردية..!!.
تالياً واستتباعاً اختلطت الأوراق، حتى جاءت لحظة العاصفة الكبرى في العالم العربي لتنكشف الخبايا ويظهر المستور، وكان ما كان مما هو معروف للجميع, محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدلله صالح وهيئة أركانه، وما زال الفاعل مجهولاً، إصرار دول الخليج العربي على طرح مبادرة الإنقاذ الوطني لليمن، تحت راية التوافق والمرحلة الانتقالية، الانتقال السلمي للسلطة وفق المبادرة، فالانتخابات الرئاسية التوافقية، والشروع في تطبيق مرئيات المبادرة الخليجية، وصولاً إلى مؤتمر الحوار الوطني.
Omaraziz105@gmail.com