|
|
|
|
|
اعتذر.. "اعتذروه"
بقلم/ كاتب/عبدالله الصعفاني
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 9 أيام الأحد 12 أكتوبر-تشرين الأول 2014 06:08 ص
كان على الدكتور أحمد عوض بن مبارك إما أن يعتذر أو أن "يعتذروه".. فحرف الدال الذي يسبق اسمه لم يكن كافياً وحده لحصوله على موافقة أطراف عديدة رأت إما أنه لم يكن محايداً في مهامه كأمين عام لمؤتمر الحوار الوطني، أو أنه يمثل اختيارات غير مرضي عنها، كما هو حال قول أنصار الله بأنه مرشح "السفارة". · هذا ما قرأنا بعضه في موقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وهذا ما سمعناه بلسان قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، الذي سبق بساعات إعلان خبر قبول الرئيس هادي اعتذار بن مبارك عن عدم قيامه بتشكيل الحكومة الجديدة. · ولست في وارد قراءة مواقف الأطراف السياسية، لكن أمين عام مؤتمر الحوار وقع في مواقف أثارت حوله الكثير من علامات الاستفهام، أبرزها تلك العلامة التي أطلقها وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان في إحدى يوميات أخيرة صحيفة الثورة تحت عنوان: حتى أنت يا بروتس.. حيث لم يكن بروتس وفقاً لتوصيف الرويشان إلا أمين عام مؤتمر الحوار. · لقد قاد بن مبارك استعجاله القفز وحرق عناصر وظروف الزمان والمكان لأن يكون في مواقف أوقعته تحت مقاصل الانفعال وعدم الحياد والغمز في قضية الوحدة من طرف لا يجعله في السليم عندما يتعلق الأمر بمهمة رئاسة الحكومة. · وأزعم أن المثقف خالد الرويشان وهو يندهش "حتى أنت يا بروتس" لم يكن يستجدي المؤتمر الشعبي العام وزعيمه، ولا يخطب ودَّ قائد أنصار الله عندما سبق الجميع إلى القول: قبل أيام وأنا أتابع لقاءً تلفزيونياً مع الدكتور أحمد عوض بن مبارك، عشية ذكرى سبتمبر العظيم، وهو يقول إن الأزمة في اليمن ليست أزمة سياسية بل هي أزمة هوية.. صرخت- والكلام للرويشان- ملء أحزان الوطن وجراحه، ملء عيون الشهداء وأحلامهم، صرخت ملء ذلك الليل الموحش الصامت.. حتى أنت يا عوض.. علينا العوض وعلى الوطن السلام. · وعلى أي حال، لم يكن أمام بن مبارك سوى الاعتذار عن تشكيل الحكومة في وقت متأخر من الليل.. ليس فقط لما أبداه من مواقف لم تؤهله للوفاء بمعايير خلافة باسندوة، غير المأسوف على رحيله، وإنما لأن الاعتذار كان مطلوباً حتى لا يظهر فخامة الرئيس متراجعاً عن قرار آخر.. وفي السياق الاعتذاري ذاته فقد أحسن بن مبارك الحبكة وهو يصرخ بأنه لم يكن مرشح الرئيس وإنما مرشح الحراك الجنوبي. · أما من يقرأ الصورة بوضوح مهما تدنَّت حظوظه في سبر أغوار السياسة لن تعوزه الحيلة في إدراك أن أحمد عوض الذي رافق قرار تكليفه مبرر اعتذاره قد وجد نفسه مضطراً للاعتذار الذي لا يصادر حق فضولي في القول بأنه لم يعتذر وإنما "اعتذروه"، وثمة فرق يفهمه اللبيب. |
|
|
|
|
|
|
|