تعدّدت في الآونة الأخيرة الخيارات أمام اليمنيين لارتياد المستقبل دون كلفة تُذكر ، لكن القدرة على اختيار الأفضل حتى الآن كان هو الأنسب في إطار هذه المعادلة.
ولمزيد من التفصيل فإنه لم يكن متاحاً أمام النخب على الساحة الوطنية غير اللجوء الى التسليم بمبدأ التداول السلمي للسلطة عوضاً عن الذهاب إلى الاحتراب وبخاصة إثر تداعيات الموقف سياسياً وأمنيَاً مطلع عام 2011م.
وعلى الرغم من الصعوبات الجمة التي اعترضت مسيرة التحول السياسي إلا أن الغلبة كانت لصالح التسليم بالحوار وصولاً إلى إقامة النظام السياسي الجديد الذي يكفل مبدأ المشاركة وإشاعة قيم العدل والحرية والمساواة والشراكة في السلطة والثروة.
لقد حان الوقت الآن وبخاصة في ظل الاحتقان السياسي القائم اختبار قدرة اليمنيين مجدداً في إمكانية تجاوز هذا الخيار الصعب..
وبالتالي الفلات من أسر المشانق التي يحاول البعض نصبها قبل أن يتنفس اليمنيون تحقيق مضامين مخرجات التسوية والحوار.
وأظن أن الاتجاه السائد داخل الأحزاب والنخب السياسية والفكرية - وبخاصة مع تشكيل الحكومة الجديد - قادر على فرز الغث من السمين في إطار وجهات النظر المتعددة إزاء الحلول الممكنة في إطار حالة التعقيد الخطيرة التي يعيشها المشهد السياسي الراهن بكل تناقضاته وتوجهاته، وبالتالي الجنوح إلى الخيارات التي تجنّب التجربة مخاطر الذهاب إلى المجهول بعد إن كدنا جميعاً أن نصل إلى خاتمة سعيدة تحفظ الاستقرار والأمن لليمن وأبنائه الذين ينظرون بقلق كبير إلى هذه التعقيدات.. وفي كل الأحوال لم يتبق غير تسليم هذه النخب الحزبية والسياسية بحقيقة أنه لا خيار أمام الجميع غير استكمال إنجاز مهمة التحول الحضاري حتى وإن كان كلفة ذلك انحسار بعض المصالح على هذه القوى باعتبار أن الوطن هو الحاضنة التي ينبغي على الجميع التسابق لانتشالها من حالات الضياع الممكنة ..!