هذا هو المسمى المقرون بما حدث في صنعاء قبل حين، فقد توغلت جماعة الحوثي في العاصمة وكانت الإشارات الدالة في هذا الباب مقرونة بكامل المخاتلات التي ترافقت مع المبادرة الخليجية ، ففرقاء التشارك التوافقي النبيل كشفوا عن وجه مغاير ، وكل التدابير الشكلانية التي جرت على خط إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية أبرزت الحقيقة المغايرة. لقد استمر الانقسام في الجيش والأمن ، وتبارى المتوافقون على حبال السياسة الأكروباتية المدمرة ، وظهر جلياً أن المبادرة الخليجية تموضعت في ثلاجة التبريد، وأن ما تلاها من اتفاق للسلم والشراكة ، ينكشف يوماً بعد آخر عن التنافس العدمي ، فالحوثيون المدعومون في الداخل والخارج ،والذين باشروا دعمهم يتأرجحون بين التكتيك الخطير والمآلات الأخطر، والذين قبلوا بلعبة الكر والفر غير المقبولة منطقياً.
يتساوى الجميع في مربع الاختيار البائس .. الكاشف عن المرض العضال في السياسة الداخلية اليمنية، وهو مرض ما زالت جرثومته الخبيثة تعيد إنتاج نفسها، مغالبة كل قوانين التطور الموضوعي، بل وتنشر نسختها السامة بمتوالية عددية مزعجة، حتى أن منطق التفكير لدى طيوف الألوان المختلفة ظاهرياً، تتوحد عند حد البؤس العقلي والفكري والسياسي.
يكذب من يدعي أن سلماً وشراكة ستحل محل المشهد القاتم للمناورات والتدمير المنهجي القائم،
ويكذب من يدعي إمكانية تطبيق مرئيات المبادرة الخليجية واستتباعها السيريالي للسلم والشراكة دون جراحة مؤلمة، تقترن بهمة عالية، وإرادة لا تلين، وتشخيص دقيق لجوهر المحنة.
Omaraziz105@gmail.com