مع الأسف الشديد بعض القوى الحزبية والسياسية على الساحة الوطنية لم تستوعب بعد التغييرات الهائلة التي أحدثتها الفترة المنصرمة في وعي ووجدان أبناء اليمن، حيث لاتزال هذه القوى محدودة التفكير وفي اتجاه واحد يركز على كيفية الاستئثار بأكبر نصيب من الكعكة.
هذا على الأقل ما يعتمل في نفوس شريحة واسعة من المواطنين وهم يرقبون المواقف السلبية لبعض الأحزاب تجاه استحقاقات المرحلة الراهنة؛ حيث تتجلّى بعض تلك المواقف علنية أو خفيّة في محاولة استعراض القوة الهادفة إلى تعطيل مُخرجات الحوار الوطني وإحباط جهود همم القيادة السياسية المتواصلة لإحداث تغيير جذري في عملية التحول القائم على مستوى مختلف المسارات الوطنية.. وإزاء مثل هذه التصرّفات الرعناء لا يمكن للمرء إلا التأكيد مجدّداً على أهمية أن تتضافر القوى الأخرى لفضح هذه الممارسات وتعرية متسبّبيها عسى أن يكون لهذا التحرُّك التأثير في تغيير هذه العقلية المتعنّتة تجاه جهود هذا التحوُّل برمته.
ومما يدعو إلى تأكيد هذا الموقف حالة الاستلاب التي تمارسها بعض هذا الأحزاب، خاصة أن هذه المواقف السلبية تجاه معطيات إعادة بناء ورسم ملامح المستقبل التي لا تتماشى مع حالة الإجماع الوطني في اتجاه التوافق على استكمال ما تبقّى من الفترة الانتقالية والبدء في التأسيس لبناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة.
لقد شاهدنا مؤخراً التقارب الواضح بين التجمُّع اليمني للإصلاح وجماعة «أنصار الله» في مشهد لا تخطئه الدلالة عن ضرورة طي صفحة الماضي والبدء في إعـادة صياغة المستقبـل، وبمسؤولية تجسّد تطلُّعات أبناء الوطن في إمكانية إعادة البناء وهو ما يفترض على تلك القوى التي تحاول التخلّي عن مسيرة الركب العودة إلى جبهة التغيير والبناء عوضاً عن الانزواء في أركان القطيعة والانعزال خاصة أن الفرصة لاتزال سانحة لتصحيح هذه المواقف السلبية التي تأتي في التوقيت غير المناسب، فهل تستجيب هذه القوى مع صوت العقل، أم أنها ستظل حبيسة أمزجتها التي لا ترى في الصورة غير نفسها..؟!.