من الأخطاء البالغة كيفية استدعاء التاريخ، ومن هذه الأخطاء مثال له بُعدان: البعد الأول، هو بُعد استدعائي استيهامي للتاريخ، واعتبار أن الفلسفة لافائدة منها، وفي فكرة استبعاد الفلسفة ممالأة مزيفة للشريعة، بوصفها موروثاً سطره المدونون المتعصبون، ومن عجائب القدر أن يعود هذا الاستبعاد الفقهي للفلسفة، كما حصل في المرحلة الرشدية، لكن ابن رشد دلل على نقطة التلاقي الممكنة بين الشريعة والحقيقة ، وكان أول من التقط الإشارة مصلحو الكنيسة الكاثوليكية الذين استعانوا بالرؤية الرشدية لتليين الخلاف بين الكنيسة ومقتضيات العقل والعلم البرهاني.
البُعد الثاني، أن علينا ألاّ نلهث وراء العلم المادي البرهاني، لأن الآخر المادي الابستمولوجي يعيد النظر في هذا الأمر الآن، في المراكز العلمية التي تبحث في التصوف وتبحث في الفلسفة وتبحث في الماورائيات، وتبحث في الديانات. وفي الغرب المادي حيث الآن مؤسسات ومعاهد كثيرة جداً مهتمة إلى حد كبير بمعرفة كينونة الإنسان ومصائره، ومخرجه من المحنة التي هو فيها.. محنة افتقاده للمثال «بكسر الميم» الروحي.
الإنسان جذره وروحه ومداه الحرية، الطفل عندما يولد يكون متحرراً عملياً، فالطفولة هي تعبير عن سوية البشرية. هي التعبير البسيط عن التساؤل وعن الشك وعن التجريب وعن الحلم. أحلام الأطفال تختلف عن أحلام الكبار.
الطفل إشارة أساسية وكبيرة عن هوية الإنسان الفطرية الجنينية، لكن هذا الإنسان ما إن يكبر حتى يبدأ بالتداعي هبوطاً وبنواميس تبدو حرة جداً، فيا للمخاتلة !.
Omaraziz105@gmail.com